دروس ليالي رمضان: ست ضمانات لحفظ المجتمع من الزنا من خلال سورة النور (2)))
20رمضان 1435 / 18 يوليوز 2014
محمد زراك إمام وخطيب المسجد الكبير بأولاد برحيل المغرب
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم، إلى أنوار المعرفة والعلم، اللهم ارحمنا بالمرحوم فينا، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وسائر اعمالنا يا رب العالمين .
أيها المؤمنون!
قد قدمنا لكم البارحة أن فاحشة أصبحت منتشرة في هذا الزمان والعياذ بالله, وسورة النور وضعت حلا لهذه الفاحشة ولهذه الجريمة، لأنها جاءت بست ضمانات، وهي كالسياج الذي يحفظ المجتمع وأهله من الوقوع في الفاحشة، ويحافظ على نقاوة المجتمع وطهارته وعفته.
وقدمنا لكم البارحة ثلاثة وهي: الاستئذان وغض البصر وتزويج الشباب،
واما رابع هذه الضمانات : تحريم البِغاء: وكان أهل الجاهلية إذا كان لأحدهم أمة يرسلها تزني لتأتي له بالمال، فلما جاء الإسلام، الذي يريد كل الخير للمرأة، خلافا لما يدعيه أعداء الإسلام، حرم على الوالدين ان يدفعوا بناتهم للزنا قصد ربح المال، وحرم عليهم المتاجرة بجسد بناتهم، لما في ذلك من هضم لحقوقهن، وإفساد للمجتمع، فأمثال هؤلاء رجعوا بالمرأة إلى عهد الجاهلية قبل الإسلام يقول سبحانه: وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَـٰتِكُمْ عَلَى ٱلْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لّتَبْتَغُواْ عَرَضَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُنَّ فِإِنَّ ٱلله مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيم فعلى كل واحد منا ان يتق الله في المراة، فإن كانت أماً فالجنة تحت قدميها وإن كانت أختاً فدخول الجنة بالإحسان إليها ، وإن كانت زوجة فالمعاشرة الحسنة من حقها، وإلا فقد ظلمها وأساء إليها ، وإن كانت بنتاً فمن حقها تربيتها وتزويجها، والويل له من ربه. يقول النَّبِي r: قال الله تعالى في الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُلْمِ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلا تَظَالَمُوا).
وخامس هذه الضمانات : الحجاب: وهو من أهم الوسائل التي تحافظ على طهارة المجتمع وعفته، وكثير من النساء من تخرج بملابس ضيقة تصف جسدها، أو بملابس شفافة يظهر ما تحتها، أو تضع الروائح الطيبة وروائح عطرها تفوح على مسافة أمتار يقول الله سبحانه للنساء المؤمنات: وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وفي الحديث أن الرسولr قال: «إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلى هذا وهذا» ويقول الرسول:: «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية» يا من تخرج بالثياب الضيقة، ويا من خرجت بالثياب الشفافة، هل تصبرين على حر نار جهنم؟ فالثياب التى تتفنن بها المرأة الكاسية العارية الآن فى إظهار محاسنها، لتفتن الشباب والرجال، ستبدل هذه الثياب بثياب من النار، إن لم تتب إلى العزيز الغفار، قال سبحانه: {هَذَانِ ..... قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ اللهم اهد بناتنا ونساء المسلمين يارب العالمين.
وسادس هذه الضمانات : منع إشاعة الفواحش:قال سبحانه إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةِ وَٱلله يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ هذه الآية تأمر المسلمين بستر عيوب إخوانهم، وأنه لا يجوز لهم ان علموا بأن إنسانا عصى أن ينشروا ذلك في الناس، فمن رأى عيبا في أخيه المؤمن فعليه أن يستره ، وينبهه وينصحه، وما جعل الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لإصلاح المجتمع ، فإلى كل من يخوض في أعراض الناس، ويروّج لأخبار فضائحهم اسمع قوله تعالى: إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَـٰتِ ٱلْغَـٰفِلَـٰتِ ٱلْمُؤْمِنـٰتِ لُعِنُواْ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
ومن المعاني الجميلة في سورة النور، أننا تفتح باب التوبة كل مرة، ولذلك إذا عصى الانسان، وستره الله، فيجب عليه أن يتوب فوراً ويترك تلك المعصية، وإلا فإن عقاب الله شديد، يقول سبحانه: إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ وَأَصْلَحُواْ) (وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱلله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱلله تَوَّابٌ حَكِيمٌ) (وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱلله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱلله رَءوفٌ رَّحِيمٌ) (وَتُوبُواْ إِلَى ٱلله جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
أيها المؤمنون! هكذا عشنا مع سورة النور، التي جاءت بست ضمانات لحفظ المجتمع وأهله من الفاحشة وهي:.... وهذه الضمانات هي شرع الله، والبيت البعيد عن شرع، كثرت فيها المشاكل والأمراض وأهله يعيشون في الظلمات، ولذلك جاء في السورة: ظُلُمَـٰتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ٱلله لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ. فشرع الله هو النور الذي يضيء لنا الطريق، فعلينا جميعا بقراءة سورة النور في بيوتنا، والالتزام بما جاء فيها من ضمانات، عندئذ تبتعد عنا المشاكل والأمراض و وسينور الله بيوتنا، قال الله تعالى في هذه السورة: (ٱلله نُورُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ) اللهم نور بيوتنا بهدايتك يارب العالمين
والحمد لله رب العالمين.