زراك محمد عضو جديد
الجنس : عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 26/07/2013
| موضوع: دروس ليالي رمضان : صورة مصغرة لحياة النبي r في رمضان الأحد يونيو 29, 2014 11:43 pm | |
| دروس ليالي رمضان : صورة مصغرة لحياة النبي r في رمضان01رمضان 1435 / 14 يونيو 2014 محمد زراك إمام وخطيب المسجد الكبير بأولاد برحيل المغرب أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرفع أكف الضراعة الى الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وان ييسر أمورنا، ويبارك لنا في أعمارنا وأعمالنا، وأزواجنا وذرياتنا، وأن يرحمنا ويتوب علينا أجمعين آمين فمن فضل الله علينا، أن كل واحد منكم حوله ملائكة تدعو له: اللهم اغفر له اللهم ارحمه .. وهذا يقينا لقول النبي r: (فأيما رجل صلى في المسجد ثم جلس في مصلاه فإن من حوله الملائكة تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه).فهنيئا لكم. في موعظة اليوم سنكشف الستار عن حياة النبي r في رمضان، نستخرج من مراجع الحديث والسيرة، صورة مصغرة لحياة النبي r في رمضان، لنرى كيف يعيش r شهر رمضان؟ خصوصا أننا اليوم نرى المسلمين مستهدفين بجميع الوسائل، وكثير من الناس في عطلة أي في فراغ، والنفس الأمارة إذا لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، لذلك يجب أن نعرض رمضاننا على رمضان المصطفىr، علنا نستفيد وقد طال جهلنا، علنا نستيقظ وقد تعمق سباتنا، علنا نتذكر وقد طالت غفلتنا.أيها الاخوة المؤمنون! لقد تميز الرسولr في رمضان بخمسة أمور: الأمر الأول: قراءة القرآن: جاء في حديث ابن عباس أن جبريل: كان يلقى النبي r في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، يقول العلماء دل هذا الحديث على: أن المدارسة بينه و بين جبريل كانت ليلا، كما يدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلا فإن الليل تنقطع فيه الشواغل و يتواطأ فيه القلب و اللسان على التدبر كما قال تعـالى }إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا{ وفي الحديث:الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ.وكان الصالحون - رحمهم الله - تزيد عنايتهم بالقران الكريم، في هذا الشهر العظيم. كان الإمام مالك إذا دخل رمضان يترك مدارسة الحديث ويتفرغ للقرآن . و كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة و أقبل على قراءة القرآن . ولذلك على المؤمن أن يقبل على القرآن ، و يديم النظر فيه ، و إني أقترح على الأخوات والإخوة المؤمنين الصادقين أن يختم كل واحد القرآن في هذا الشهر مرة او مرتين أو أكثر }فمن قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف{ }ويقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها{الأمرالثاني: الجود والكرم: لا يغيب عن أذهانكم أن النبي r كان أجود الناس على الإطلاق، فمن صور جوده: ان امْرَأَة جاءت بِبُرْدَةٍ أي قميصا فقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي أَكْسُوكَهَا فَلبسها النَّبِيُّ r مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْسُنِيهَا فخلعها النبي r وأعطاها له، فعاتبه القوم: لماذا طلبتها منه ولَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا فَقَالَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِتَكُونَ كَفَنِي بمعنى (إن سألني الملكان في القبر، من نبيك ؟؟ أقول لهما: ابتعدا هذه بردته)عباد الله! إن ديننا الحنيف لا يريد للمسلم ذلك الصيام الجاف، الخالي من معاني التكافل الاجتماعي؛ بل الهدف الأول للإسلام في الصيام، هو أن يجعل المسلم يحس بمأساة الجائعين، وبحرمان المحرومين، يسمع ذلك من صوت المعدة ونداء الأمعاء، دون خطبة بليغة ولا لسان فصيح، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يزداد جودا رمضان، جاء في الحديث كان النبيr أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان...فلرسول اللهr ... أجود بالخير من الريح المرسلة». وكان يقولr «أفضل الصدقة صدقة رمضان» وإذا أردنا أن نستنزل الرحمة من السماء بصيامنا وقيامنا، فعلينا أن نبذل ما بأيدينا من الرحمة لغيرنا، فعلينا بمساعدة الفقراء والمساكين،وإعانة المحتاجين، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.الأمر الثالث: مجالسة الصالحين، ويرشدنا الحديث السابق ان النبي r يجلس في رمضان مع جبريل فيدارسه القران، وإننا في رمضان نكون في فراغ، فالأكل الذي يشغلنا قد تركناه، فاحتجنا لشيء يملأ علينا هذا الفراغ بالصلاح ، ومن لم يشغل نفسه بالخير شغلته بالشر، فكل صديق لك إن لم يكن من المتقين فهو يوم القيامة عدوك يقول الله تعالى ]الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين[ فبمصاحبة أصدقاء السوء يفوت الإنسان على نفسه ليالي رمضان المباركة، ويضيع جزاء الصيام الذي لا يعلم مقداره إلا الله تعالى، فيكون كما قال الرسولr: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش». الأمر الرابع: القيام: وأقصد بالقيام صلاة التراويح، وهي سنة من سنن رسول الله r ، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه التراويح ثلاث ليالٍ ، ولما كانت الرابعة لَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ }لَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُم فتعجزوا عنها{ لكن بعد وفاته r عادت السنية لها. وكان r يرغّب في قيام رمضان ويقول} من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه{ }ومن صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة{فعلى جميع المسلمين أن يحيوا سنة نبيهم وأن لا يتشاغلوا عنها بما لا فائدة فيه.الأمر الخامس: الجهاد، ففي رمضان من السنة الثانية من الهجرة غزى النبي r غزوة بدر الكبرى، فكانت أول انتصار للإسلام على المشركين. وفي رمضان من السنة الرابعة من الهجرية حفر النبيr الخندق استعدادا لغزوة الأحزاب. وفي رمضان من السنة الثامنة من الهجرة فتح النبيr مكة المكرمة.وفي رمضان من السنة التاسعة من الهجرة هدم الرسولr المسجد الضرار، الذي بناه المنافقون بجوار مسجد قباء. فرمضان عند رسول الله r ,شهر لتحقيق انفس الغايات وأنبلها, ولكننا في عصرنا هذا، قد تحولت المعايير،فأصبح لدينا رمضان شهر النوم والكسل, لا شهر الاجتهاد والعمل! اتدرون لماذا؟ لأننا نصومه ولا نصونه، لأنه أصبح لدينا الصيام مجرد إمساك عن الأكل والشرب وكفى! كلا يا عباد الله! ما هكذا يكون رمضان! فكيف السبيل إذن لنجعل رمضان شهر الفوز النجاح؟ إن السبيل هو الإقتداء بالرسولr، وترشدنا الأحاديث النبوية, أنه r يكثر في رمضان من خمسة أمور: قراءة القرءان ومن مصاحبة الصالحين ومن الجود والكرم ومن المحافظة على القيام، ومن الجهاد في العبادة بجد واجتهاد.فاللهم بارك لنا في رمضان, واجعلنا فيه من المغفور لهم, اللهم اجلنا فيه من الفائزين, اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين آمين.
صفحة محمد زراك على الفيس بوك https://www.facebook.com/profile.php?id=100003399131647 | |
|