ماذا نفعل لو تعارض قول الحبيب المصطفى مع فعله عليه الصلاة والسلام

الحمد
لله وحده، والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين، وبعد :

فإن
تعارض قول النبي عليه الصلاة والسلام وفعله (بحسب نظرتنا القاصرة)من المسائل الأصولية التي أطال
الأصوليون البحث فيها، وذكروا لها صوراً كثيرة، وخلاصة ما ذكروه هو أن تعارض القول
والفعل لا يخلو من حالين :

الحال
الأولى : أن يُعلم التاريخ : وفي هذه الحال يكون المتأخر منهما ناسخاً للمتقدم،
فإن النبي – عليه الصلاة والسلام – قد يفعل فعلاً مخالفاً لقوله ليدل على الإباحة،
ويعتبر هذا من صوارف الأمر من الوجوب إلى الندب أو الإباحة، وإن كان نهياً فيصرف
الكراهة إلى الإباحة .

الحال
الثانية : أن يُجهل التاريخ : وقد اختلف الأصوليون في هذه الحال على أقوال ثلاثة :

القول
الأول : تقديم القول على الفعل؛ لأن القول أقوى في الدلالة من الفعل، وقال به
جمهور الأصوليين .

القول
الثاني : تقديم الفعل على القول، وقال به بعض الأصوليين .

القول
الثالث : التوقف، وقال به الكمال بن الهمام من الحنفية، وغيره من الأصوليين .

والراجح
إن شاء الله تعالى هو أن تعارض قول النبي – عليه الصلاة والسلام - مع فعله يختلف
حسب أحوال المسائل واختلاف النصوص، فينظر في كل مسألة إلى القول والفعل من حيث
العموم والخصوص، وهذا يختلف باختلاف المسائل، فتارة يقوى تقديم القول على الفعل،
وتارة يقوى الجمع بين القول والفعل، وهذا يحتاج إلى نظر الفقيه ومعرفته بنصوص
الشريعة ومعرفة مقاصدها، ومعرفة قوة دلالة الفعل، ويقدم الجمع بينهما ما أمكن؛ لأن
إعمال الدليلين أولى من إهمال أحدهما، سواء علم المتقدم والمتأخر، أو جهل ذلك على
الصحيح .

ومن
الأمثلة الفقهية التي تعارض فيها قول النبي – عليه الصلاة والسلام - مع فعله:
تعارض قول النبي – عليه الصلاة والسلام -: « إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلاَ
تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ
غَرِّبُوا » ( متفق عليه)، مع قول عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: ارْتَقَيْتُ فَوْقَ
ظَهْرِ بَيْتِ حَفْصَةَ لِبَعْضِ حَاجَتِي، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - يَقْضِي حَاجَتَهُ مُسْتَدْبِرَ الْقِبْلَةِ مُسْتَقْبِلَ
الشَّأْمِ"، (متفق عليه)، وقد اختلف العلماء في معارضة فعل النبي – عليه
الصلاة والسلام – لقوله في هذه المسألة على أقوال :

1-
الجمع بينهما، فيخصص قول النبي – عليه الصلاة والسلام - بفعله، لأن القول عام
والفعل خاص، فمنهم من فرق بين الاستدبار والاستقبال، فأجاز الاستدبار دون
الاستقبال، ومنهم من فرق بين البنيان والصحراء، فيجوز في البنيان دون الصحراء.

2-
الخصوصية، فجعل فعل النبي – عليه الصلاة والسلام - خاصاً به؛ لأنه فعل خاص به، ولم
يعلم باطلاع عبدالله بن عمر عليه فيحتمل الخصوصية، وهذا القول ضعيف، لأن الأصل في
أفعال النبي – عليه الصلاة والسلام - عدم التخصيص إلا بدليل.

3-
النسخ، فجعل فعل النبي – عليه الصلاة والسلام – ناسخاً لقوله؛ لكونه متأخراً.

ولعل
الراجح إن شاء الله تعالى هو الجمع بينهما على اختلاف الفقهاء في أي الوجهين أرجح،
لأن فيه إعمالاً لكلا الدليلين، والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى
آله وصحبه وسلم.

بارك الله فيك
اخي ابو اسيد

وزاد علمك

موضوع مهم وقيم

بارك الله فيك اخي حامل المسك موضوع مميز جدااااااااااااا

وفيكم بارك الله

اخوتي المباركين

اشكر مروركم الطيب

نورتم متصفحي

بارك الله فيك
اخي ابو اسيد

وزاد في علمك

بارك الله فيك اخي

حامل المسك

وجزاك الله خيرا

وفيكم بارك الله

اخوتي الطيبين

اشكر مروركم الطيب

» صاحب سر الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام
» شجرة نسب الرسول عليه الصلاة والسلام......
» عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام
» القصيدة التي ابكت حبيب قلوبنا محمد عليه الصلاة والسلام
» صور من حياة الحبيب المصطفى ح1