رمضان شهر المغفرة والعتق من النار
الحمد
لله الذي فضل بعض الشهور على بعض وخص رمضان بالصيام وأجزل فيه المثوبة
والمغفرة وأعظم له الأجر، وجعل صيامه سببا لمغفرة الذنوب، وهو شهر تغلق فيه
أبواب النار، ويكون لله فيه عتقاء من النار.
فعلى العباد ان يغتنموا هذه المزايا ويبادروا الى طلب المغفرة والعتق من النار، فهم للعبادة خلقوا وبها أمروا قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْانْسَ الَّا لِيَعْبُدُونِ (56)}[الذاريات]
فان امتثلوا وصبروا واحتسبوا فالجزاء الجنة، وان امتنعوا وفرطوا فالنار
النار نعوذ بالله من الخذلان ونسأل الله العافية.
]من صام رمضان غفر ذنبه]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنب» [رواه البخاري ومسلم].
ومغفرة الذنب هو ان يصفح الله عن ذلك الذنب فلا يعاقب صاحبه عليه، ويستر
عليه في الآخرة. فلا يفضح به أمام الخلائق وطلب المغفرة من صفات العبد
الأواب الى ربه {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا انَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)} [آل عمران]،
والله أهل لأن يغفر ويرحم {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ انَّهُ كَانَ غَفَّارًا}،
فصوم رمضان غنيمة وسبب لحصول مغفرة الذنوب التي ان لم يغفرها الله فسيكب
صاحبها على وجهه في النار والعياذ بالله، ويجب ان يصوم العبد ايمانا بما
أوجب الله من فريضة الصيام ورجاء لما عند الله من الثواب صياما لا رياء فيه
ولا سمعة وانما قربة الى الله وتعظيما له وامتثالا لأمره جل وعلا {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ
عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)} [البقرة] وقوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185].
]من قام رمضان غفر له ذنبه]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) [رواه البخاري ومسلم].
وقيام رمضان بصلاة النافلة كما هو الحال في صلاة التراويح وصلاة قيام الليل
في العشر الأواخر من رمضان، ولذلك ينبغي عدم التهاون في هذا القيام فانه
سبب للمغفرة وأن يصبح العبد خاليا من الذنوب فان قبل منه عاد كيوم ولدته
أمه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان الله فرض عليكم صيام رمضان، وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه ايمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) [رواه أحمد والنسائي].
]من قام ليلة القدر غفر ذنبه]
شرف الله هذا الشهر بليلة القدر قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِاذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}[سورة القدر]،
وجعل الله قيام ليلة القدر سببا لمغفرة الذنب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر ايمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) [رواه البخاري ومسلم]، وقيام ليلة القدر احياء ليلتها بالصلاة والدعاء والذكر وقراءة القرآن.
]صيام رمضان عتق من النار]
في شهر رمضان تغلق أبواب النار عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين)
[رواه البخاري ومسلم]،
ومن صام يوماً باعده الله من النار.عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله الا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) [رواه البخاري ومسلم].
ولله في هذا الشهر عتقاء من النار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اذا
كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وصفدت الشياطين
وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار،
وذلك كل ليلة) [رواه الترمذي وابن ماجه]، ومن اعتقه الله من النار فقد فاز الفوز الحقيقي الذي لا
شقاوة بعده قال تعالى {كُلُّ
نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَانَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ
فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا الَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)} [آل عمران:١٨٥].
نسأل الله بمنه وكرمه ان يتوب علينا ويغفر ذنوبنا ويعتقنا من النار ويدخلنا الجنة مع الأبرار انه سميع مجيب غفور رحيم.
موضوع: رمضان شهر المغفرة والعتق من النار 
الجمعة أغسطس 12, 2011 1:39 am
