منتدى الاحرار
السلام عليكم ورحمة الله

اهلا وسهلا بك زائرنا في منتدى الاحرا ر

نتشرف ان تكون احد افراد اسرة المنتدى

والتسجيل معنا في المنتدى
منتدى الاحرار
السلام عليكم ورحمة الله

اهلا وسهلا بك زائرنا في منتدى الاحرا ر

نتشرف ان تكون احد افراد اسرة المنتدى

والتسجيل معنا في المنتدى
منتدى الاحرار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الاحرار

اهلا وسهلا بك يا زائر في منتدى الاحرار
 
الرئيسيةلـمـشـاركـات الـجـديـدةمركز رفع الصوركتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Emptyأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا بجميع اعضاء وزوار منتدى الاحرار نتمنى لكم قضاء اسعد الاوقات معنا ....... ادارة المنتدى
رسالة الى زوارنا الكرام إخواني زوار منتدى الاحرار الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....وبعد ... يوجد قسم افتتح من أجل أن تتواصلون معنا ويطيب لنا أن تسجلوا لنا انطباعاتكم ومرئياتكم عن المنتدى في هذه الصفحة وماذا يجب علينا تجاهكم وتجاه الأعزاء الأعضاء والأصدقاء معنا في المنتدى وما تودون رؤيته في منتدانا ونتمنى منكم تسجيل ملاحظاتكم أو ماترغبون في إضافته أو الاهتمام بها أو طرح فكرة معينة تريدون تحقيقها طبعاً الكتابة هنا لاتحتاج لتسجيل عضوية , فقط اذكرلنا اسمك الصريح , أو الاسم المستعار لتسجيل كلمة تفضلوا هـــنـــــا  

 

 كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها}

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عمار العبيدي
مدير المنتدى
مدير المنتدى
عمار العبيدي


كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Zte30709


كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Images?q=tbn:ANd9GcTQQPxPa1JyWF7pZgL0H4yk2WmTvUSrphbpdwbNajA3H9ydmMbG


كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} 134_01307213580

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3786
تاريخ التسجيل : 12/09/2010
العمر : 38
الموقع : العراق
كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} 312th11

كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Empty
مُساهمةموضوع: كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها}   كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 21, 2010 7:39 pm

المحتويات :

• المقدمة
• من خصائص عائشة التي ذكرها ابن كثير .
• عائشة الفاضلة .
• عائشة الفقيهة العالمة .
• عائشة رضي الله عنها الزوجة والابنة .
• حادثة الإفك .
• من صفات عائشة .
• زواج عائشة رضي الله عنها .
• من فوائد التبكير في الزواج .
• للإستزادة من خبر عائشة رضي الله عنها .

عائشة الحميراء .. قدوة النساء

المقدمة

الحمد لله هو لكل خير يرتجى ، وإليه من كل شر المتلجى ، والصلاة والسلامعلى النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن بهم اقتدى ، وإن هدى الله هو الهدى،من تمسك به اهتدى ، ومن حاد عنه ظل وغوى .
أما بعد :

قد سلف لنا أحاديث عديدة حول ما يتعلق بالمرأة المسلمة ، وبعض الموضوعاتالمتعلقة بها ، واليوم حديثنا عن " عائشة رضي الله عنها " يخدم هذا الجانبعلى وجه الخصوص، وإن كان في موضوع سيرتها ما هو نافع ومفيد للمجتمع المسلمكله رجالاً ونساءً ؛ لأن في مواقفها وتعاملها مع رسول الله صلى الله عليهوسلم وفي ما مر بها من الأحداث والوقائع مع الصحابة رضوان الله عليهم فيهكثير من الدروس والعبر .

والحديث الذي يجري في هذا الصدد أيضاً ؛ لأن الحديث عن القدوات في صفوفالرجال يكثر، فقدوات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الأئمةالعلماء وعن سلف هذه الأمة، ونذكر الإمام أحمد والشافعي وأبو حنيفةوالإمام مالك وغيرهم من هؤلاء، ويقلّ ذكر قدوات النساء فلعل ذكر عائشة رضيالله عنها يعتبر مثالاً يحتذى ؛ لما لها من عظيم الفضائل وكثير الخصائصرضي الله عنها وأرضاها .

فعائشة رضي الله عنها كما قال الذهبي : " بنت الإمام الصديق الأكبر خليفةرسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافه عثمان بنعامر " ، القرشية التميمية المكية النبوية أم المؤمنين رضي الله عنها، قدحازت الفضل من كل جوانبه ونالت الشرف من سائر وجهه وهي التي ولدت في ظلالالإسلام كما قالت : " لم أعقل أبوي الا وهما يدينان الدين "، فقد ولدت فيالإسلام وفي بيئة إسلامية .

وحتى ندرك بايجاز أول ما يتعلق بسيرة عائشة رضي الله عنها ، نقول : أنالنبي صلى الله عليه وسلم عقد عليها وهي ابنة ست سنين ، ودخل بها وهي ابنةتسع سنوات ، وتوفي عنها صلى الله عليه وسلم وهي ابنة ثماني عشر سنة ،فتأمل هذه السيرة التي أهلّتها بعد ذلك الى أن تكون قدوة من القدوات ،وعلماً من أعلام الأمة الإسلامية كلها مع هذه الفترة الوجيزة .

لكنها كانت فترة عظيمة ؛ لالتصاقها برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالأهل السير في وصفها أموراً وأوصافاً كثيرة، كما أفاض ذلك ابن كثير فيالبداية والنهاية، عندما ترجم لها في سنة وفاتها، قال : " أم المؤمنينعائشة بنت أبي بكر الصديق ، وزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحبأزواجه إليه ، المبرأة من فوق سبع سموات رضي الله عنها وعن أبيها، وأمهاهي أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، وكانت عائشة رضي الله عنها تكنىبأم عبد الله ، وإن لم يكن لها ولد ولم تلد مطلقاً ، لكنها ربت ابن أختهاأسماء - وهو عبد الله بن الزبير رضي الله عنه - فكانت تكنى به رضي اللهعنها .

من خصائص عائشة التي ذكرها ابن كثير

وقد أوجز ابن كثير في هذه الترجمة ما سأذكره بإيجاز ثم يأتي تفصيل بعضه، ذكر جملة وافرة من خصائص عائشة رضي الله عنها :

1- لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكر سواها .

2- لم ينزل عليه الوحي في لحاف امرأة غيرها .

3- لم يكن في أزواجه أحب إليه منها .

4- قد أتاه الملك بها في المنام في سرقة من حرير مرتين أو ثلاثاً يقول لههذه زوجتك، فتزوج منها بأمر الله ووحي الله سبحانه وتعالى .

5- أنها كان لها في القسم يومان يومها ويوم سودة حين وهبتها ذلك تقرباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

6- أنه مات في يومها وفي بيتها ، وبين سحرها ونحرها صلى الله عليه وسلم ،وجمع إليه بين ريقه وريقها في آخر ساعة من ساعات الدنيا له عليه الصلاةوالسلام وأول ساعة من ساعات الآخرة ثم دفن في بيتها .

7- أنها أعلم نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، بل هي أعلم نساء الأمة علىالإطلاق بلا نزاع في ذلك بين أهل العلم ، وقد قال أهل العلم في وصف علمهاشيئاً كثيراً يأتي ذكره لاحقاً.

عائشة الفاضلة

الميزة الأولى : في سرقة من حرير

فهذه عائشة رضي الله عنها ربما ذكر في وصفها على سبيل الإجمال و فضائلهاكثيرة مشهورة في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل قدجاء ونزل في حقها آيات تتلى من كتاب الله عز وجل الى أن يرث الله الأرضومن عليها، في الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهاقالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أريتكِ في المنام ثلاث ليالجاء بكِ الملك في سرقة من حرير - يعني مغطاة بقطعة من حرير – فيقول : هذهامرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه ، فاقول : إن يك هذا من عند الله يمضه) وقد أمضاه الله سبحانه وتعالى .

الميزة الثانية : القرب من الوحي

وفي فضيلة قربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم واستيلائها على عظيممحبته ، ورد الحديث الصحيح عن عمر بن العاص وهو ممن أسلم في السنة الثامنةللهجرة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : أي الناس أحب إليك يارسول الله ؟ قال : عائشة، قال : فمن الرجال ؟ قال : أبوها .

فكانت هي حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولذلك قال الذهبي بعد إيراده هذا الحديث تعليق عليه : " وهذا خبر ثابتصحيح رغم أنوف الروافض ، وما كان عليه السلام يحب الا طيباً، وقد قال : (لو كنت متخذاً خليلاً من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوةالإسلام أفضل ) فأحبَّ أفضل رجلٍ من أمته ، وأفضل امرأة من أمته ، فمنأبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو حريٌ أن يكون بغيضاً إلىالله ورسوله " .
لأن الرافضة قالت في عائشة رضي الله عنها أقوالاً مرفوضة مرذولة قبيحة ،حتى أن بعضهم قد غالى في ذلك قولاً يكفر به صاحبه إن أعتقده ؛ حيث أنهمفسروا قول الله عز وجل : { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } ، قال بعضالغلاة ممن كانوا على هذه النحلة والملة : " هي عائشة " ، تعالى الله عمايقولون في كتابه علواً كبيراً .

وهذا أيضاً حديث عن هشام بن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان الناسيتحرون بهداياهم يوم عائشة - من معرفة الصحابة لمحبة النبي صلى الله عليهوسلم لعائشة أنهم كانوا يهدون إليه في اليوم الذي يكون عندها ، حتى يكونذلك اليوم أكثر سعداً وفرحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم -قالت :فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة - وكانت من كبار أزواج النبي صلى الله عليهوسلم سناً ، وسيأتي تفسير الحزبين الذين كانا في أزواج النبي عليه الصلاةوالسلام بحكم طبيعة المرأة وغيرتها - فقلن لها : إن الناس يتحرون بهداياهميوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فقولي لرسول الله صلى اللهعليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان، فذكرت أم سلمه ذلك له ، فسكتفلم يرد عليها ، فعادت الثانية فلم يرد عليها ، فلما كانت الثالثة قال : (يا أم سلمه لا تؤذينني في عائشة ؛ فإن الوحي لم يأتيني وأنا في ثوب امرأةإلا عائشة ) .

وهذه فضيلة لها عن باقي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا بيان طبيعةفطرة المرأة مع العصمة بالشرع والبعد عن مخالفة أمر الله وأمر رسوله صلىالله عليه وسلم .

الميزة الثالثة : أنها ابنة أبي بكر

كان نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم حزبين : فحزب فيه عائشة وحفصةوصفية وسودة ، والحزب الآخر أم سلمة وسائر أزواجه ، وكان المسلمون قدعلموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة ، فإذا كانت عند أحد همهدية يريد أن يهديها إلى رسول الله فأخرّها حتى إذا كان في بيت عائشة بعثبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكلّم حزب أم سلمة مع أم سلمة ؛لتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها ذلك القول ، فقالت أم سلمةفي هذه الرواية: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله .
ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسلت إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم وقالت : إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكرفكلمته، فقال : يا بنية ألا تحبين ما أحب ؟! قالت : بلى ! فرجعت إليهنفأخبرتهن ، فقيل لها : ارجعي إليه ، فأبت أن ترجع ، فأرسلوا بعد ذلك زينببنت جحش رضي الله عنهن جميعاً ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم،فأغلظت له في القول وقالت : إن نساءك ينشدنك الله العدل في ابنة أبي قحافةفرفعت صوتها حتى تناولت عائشة - أي ببعض القول - وعائشة قاعدة فسبتها - أيذكرت لها كلاماً شديداً وقاسياً - حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلملينظر إلى عائشة هل تتكلم . قال : فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها- أي ذكرت لها من القول ما ألجمها وأسكتها - فقال النبي صلى الله عليهوسلم : ( إنها ابنة أبي بكر ).

فشهد لها هذا الموقف بفضلها على أزواج رسول الله صلى الله علي وسلم .

الميزة الرابعة : أفضل من خديجة

وبالجملة فهناك خلاف بين أهل العلم في التفضيل بينها وبين خديجة رضي اللهعنهن أجمعين، وقد مال الذهبي إلى تفضيل عائشة رضي الله عنها .

الميزة الخامسة : الثريد على سائر الطعام

ولذلك ورد عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) .

وهذا تفضيل لها على سائر نساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لما كان لها من علم وسبق وفضل كما سيأتي ذكره .

الميزة السادسة : زوجة في الجنة

وفي مستدرك الحاكم عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عائشة قالت :

قلت يا رسول الله مَن مِن أزواجك في الجنة ؟ قال أما إنك منهن، قالت : فخيِّل اليّ أن ذاك لأنه لم يتزوج بكراً غيري .

وهذا السؤال في حد ذاته ليس مجرد سؤال عابر ، بل هو يدل على فطنة عائشةرضي الله عنها وحرصها على الفضل والخير ؛ فإنها كانت ترى أزواج النبي صلىالله عليه وسلم، وشأنه معهن في هذه الحياة الدنيا وإنه كان يقسم لهن ،فأرادت أن ترى ما يكون في الآخرة وما تستشرف لها نفسها من أن تكون فيالجنة وأن تكون رفيقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن حسن أدب المصطفىعليه الصلاة والسلام وكمال هديه ولطفه وبره ؛ فإنه أخبر عائشة أنها منهنولم يفردها بذلك ولم يعرض بغيرها من النساء بل بشرها بذلك، وانقضى ما يدلعليه هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصفة أزواجه أنهن معه في الجنة بإذنالله عز وجل، ولكن في هذا الحديث بشارة واضحة لعائشة رضي الله عنها علىوجه الخصوص .

الميزة السابعة : قرب حتى آخر لحظة

ومن الفضائل التي كانت لها أيضاً أنه كما ورد عنها قالت : " توفي رسولالله صلى الله عليه وسلم في بيتي ، وفي يومي وليلتي ، وبين سحري ونحري،ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب فنظر إليه رسول الله صلى اللهعليه وسلم، حتى ظننت أنه يريده فأخذته - أي أخذت السواك - فمضغته ونفضتهوطيبته ، ثم دفعته إليه فاستن به كأحسن ما رأيته مستناً قط، ثم ذهب يرفعهاليّ فسقطت يده صلى الله عليه وسلم، فأخذت أدعوا له بدعاء كان يدعوا له بهجبريل صلى الله علي وسلم وكان هو يدعوا به إذا مرض يدعوا به في مرضه ذاك ،فرفع عليه الصلاة والسلام بصره إلى السماء وقال : الرفيق الأعلى ، وفاضتنفسه ، فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من أيام الدنيا " .

ومن فطنة وحكمة وعدالة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، أنهن رأين تعلقالمصطفى صلى الله عليه وسلم بعائشة في وقت مرضه ، وكان يسأل وهو يمرض عندنسائه عن يوم عائشة ، فلما رأين ذلك أجمعن أمرهن على أن يجعلن تمريض النبيصلى الله عليه وسلم في وقت مرضه إلى عائشة في بيتها في كل الأياموالليالي، وهذا يدل على أهمية الحكمة والعصمة بالشرع في أن تكون أسمىوأرفع من طبيعة الغيرة الموجودة لدى النساء .

عائشة الفقيهة العالمة

هذا الجانب يكاد يكون في غاية الضعف عند نسائنا في هذه الأيام ؛ فإننا إذاتحدثنا عن طلب العلم والحرص على دروس العلم ونحو ذلك فكان الغالب فيأذهاننا أن ذلك الحديث مخصوص بالشباب ومن الشابات وبالرجال دون النساء،وكذلك نجد أنه البيئة التي نعيش فيها تظهر فيها نماذج من طلبة العلموالحريصين عليه حفظاً لكتاب الله عز وجل ، وحفظا لسنة رسوله صلى الله عليهوسلم واطلاعاً على أقوال أهل العلم وكتب الفقهاء ، وغير ذلك نجد ذلك فيصفوف الرجال والشباب أكثر منه في صفوف النساء، حتى توهم الناس أنه لا يكونللمرأة قدرة على أن يكون حظها من العلم مثل حظ غيرها من الرجال، بل قد سرىالى بعض الرجال أن المرأة زوجة كانت لهم أو بنتاً أو أختاً أنها دون أنتكون لها صلة بالعلم والإستنباط والفهم والفقه مع أن هذا غير صحيح ونشأ عنهذا فقر مهم وفي نفس الوقت خطير ؛ لأن النساء لهن حاجات ومسائل قد يمنعهنالحياء أن يسألن عنها الرجال وخاصة في أمور المعاشرة مع الأزواج وفي أمورالطهارة الخاصة بالنساء .

فلما قل الفقه في النساء أصبح وقوع الخلل منهن لعدم سؤالهن للرجال حياء أوتحرجا أو نحو ذلك أصبح هذا ظاهراً بشكل كبير، وهذا أيضاً مدخل خطير ؛ لأنعدم تهيئ المرأة وإستعدادها وميلها وعلمها بإمكانية طلبها للعلم ونبوغهافيه واجرها في ذلك ونفعها لبنات جنسها، جعلها أكثر مناسبة أو تهيئه لأنيصطادها أعداء الله عز وجل وأن يشغلوها بأفكار ومطالعات وقرارات بعيدة عماينفعها في دينها ودنياها وفي آخرتها بإذن الله عز وجل .

وكذلك في الحقيقة أرى أن جانب العلم سيما في الأمور التي تخص المرأة منالمهم جداً أن تندب لها النساء الصالحات القانتات العابدات، وأن يحث الرجلمن له عليه ولاية من النساء على أن تأخذ حظها من العلم وافراً لتنفع نفسهاوتنفع بنات جنسها، وأن حديث الرجال الى النساء قاصر في تأثيره وفي لمسهلحاجتهن ومعرفته بأحوالهن، ولذا يكون لسان المرأة الى المرأة أبلغ وتعليمالمرأة للمرأة أقوى ؛ ولأن قدرتها أو لأن الحوائل الشرعية من الحجاب وغيرذلك تمنع أن يكون التواصل العلمي والتربوي كاملا ؛ فإنه لا يغني ذلك منجانب الرجال الغناء الكامل ، بل لا بد أن يكون في صفوف النساء المسلماتعالمات ومربيات وداعيات ؛ لأن علمهن بأحوال النساء وقربهن منهن وقدرتهنعلى معاشرتهن ومواجهتهن ومكاشفتهن ومصارحتهن تؤدي دوراً أكبر ولذلك أسوقهذه القدوة في العلم للنساء وللرجال كذلك، فان عائشة رضي الله عنها قد كانالرجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أشكل عليهم الأمروأعجزتهم المسألة رجعوا إلى عائشة رضي الله عنها فأخبرتهم حكم وخبر رسولالله صلى الله عليه وسلم فيها، فلذلك قال الذهبي رحمة الله عليه :" أفقهنساء الأمة على الإطلاق " .

وذكر أن مسند عائشة من الأحاديث يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث اتفقالبخاري ومسلم منها على مائة وأربعة وسبعين حديثاً ، وانفرد البخاريبأربعة وخمسين ، وانفرد مسلم بتسعة وستين حديثاً ، ولا يوجد في النساء منهي أكثر رواية لحديث رسول الله من عائشة، لم يكن أزواج النبي صلى اللهعليه وسلم بالعدد الكثير من النساء عبثاً ، وإنما كان ليطلعن على ما لايطلع عليه المرأة من زوجها في شأن الأمور الدقيقة ، فينقلن هذا العلموالأحكام الشرعية المتعلقة بأخص خصائص ما بين الرجل وزوجته لنساء الأمةورجالها على حد سواء .

ولذلك قال الذهبي : " لا أعلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم بل ولا في النساء مطلقاً إمرأة أعلم منها " .
وقال الزهري : " لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل " .
وقال عطاء بن أبي رباح : " كانت عائشة أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة " .

وتأمل هذه الجملة الأخيرة ، بل تأمل هذا النص كله، كانت أفقه الناس وأعلمالناس بالفقه غير العلم فالعلم حفظ والفقه استنباط فقد جمعت بين الأمرينمعاً، وأحسن الناس رأياً في العامة أي أنها تعرف أمور الناس ومجرياتالحياة ما ينبغي أن يكون من التوجيه وكيف تكون هذه الأساليب ، وقد ورد فيمسند الإمام أحمد في سند صحيح : أن عائشة رضي الله عنها استدعت قاص أهلمكة الذي كان يقص لهم القصص ، ويعظهم بالمواعظ، وقالت له : لَتعاهدنيّ أولأقاطعنك - أو معنى كلامها - فقال : علام يا أم المؤمنين أو يا زوج رسولالله صلى الله عليه وسلم ؟! قالت : أن لا تمل الناس وأن لا تنقطهم ، وإذاحدثهم فحدثهم يعني يوماً ويوماً .

أي لا تملهم بالحديث فقالت له : لاتملهم بطول حديثك وتكراره ، ولا تقنطهمبتأييسهم من رحمة الله عز وجل ، وإكثار الخوف عليهم دون أن تفتح لهم بابالرجاء، وهذا يدلنا على تلك العبارة أنها كان أحسن الناس رأياً في العامة،وقال عروة : " ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة رضي اللهعنها " .

وهذه الرواية عن عروة تُروى بوجه آخر مفصل يبين لنا أن عائشة كانت علىذكاء وافر وفطنة عجيبة يقول عروة وهو ابن أختها : " صحبت عائشة رضي اللهعنها فما رأيت أحداً قط كان أعلم بآيه أنزلت ، ولا بفريضة ولا بسنة ولابشعر ولا أروى له ، ولا بيوم من أيام العرب ، ولا بنسب ولا بكذا ولا بكذاولا بقضاء ولا بطب منها " .

فانظر فقد كانت تعرف الأنساب ، ولا غرو في ذلك فهي ابنة نسابة قريش أبيبكر رضي الله عنها ، وكونها تعلم علم القرآن والسنة والفقه لاغرو في ذلكلذلك هو يقول : قلت لها : يا خالة الطب من أين عُلّمته ؟ - عرفنا أنك علمتالفقه والأحكام من الرسول صلى الله عليه وسلم والنسب من أبي بكر والشعر منحفظ لكن الطب من أين لك هذا الطب ؟- فقالت : " كنت أمرض فيُنعت لي الشيء ،ويمرض المريض فينعت له ، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فاحفظه " .

فكانت - رضي الله عنها - طبيبة قلوب ، وطبيبة أبدان ، فهذا يدل علىالفطنة، ويدل على أن عائشة لم تكن هتماماتها إهتمامات سطحية كحال نساءنااليوم ؛ فإن بعض النساء عندها فطنة ، وعندها ذكاء ، وعندها سرعة حافظه ،لكنها موجهة توجيهاً غير سليم ؛ فان عندها فطنة بأن تمزج الموديلات فيالملابس فتخلط بين هذا وهذا ، وتحفظ هذا وذاك ، والأول والثاني ، وتعرف أنهذا طراز قديم وهذا طراز حديث ! بينما عائشة رضي الله عنها كانت لها أذنواعية ، وقلب مستقبل لكل ما فيه منفعة في هذه الدنيا والدين على وجهالخصوص، لذلك قال عروة : " فلقد ذهب عامة علمها لم أسأل عنه " .

عروة هو ابن أختها - والذي كان ملازماً لها - والذي روى كثيراً من علمها،يقول : لكثرة علمها وتشعبه أنها ماتت وتوفيت وذهب عامة علمها ولم يستطع أنيسألها عنه لكثرته ومضى الزمان وانتهى عمرها قبل أن يأخذ علمها الغزير ،وكانت تحفظ الشعر وترويه كأحسن ما يروي الناس الشعر ، ولا تنسوا أن هذاكله والنبي صلى الله عليه وسلم توفي عنها وهي ابنة الثامنة عشر عاماً .

ضبطها هذا العمر الذي اليوم ربما ابنة الثامنة عشرة لا همّ لها إلا أنتحسن وجهها ، وتنعّم صوتها ، وتميل وجهها ، وتتكسر في مشيتها ، لا تعرفإهتماماً عن أمور الدنيا ولا من أمور الدين ، ولا تفكر في آخرة ، ولا تحوزعلماً ، ولا تتأهل الى تربية ، ولا تتصدى لفتيا ولا شيئاً من ذلك مطلقاً .

وهذا يدلنا على البون الشاسع بينما كانت عليه أزواج النبي صلى الله عليهوسلم ونساء المؤمنين ، وبين ما آل إليه الحال - إلا من رحم الله - فيعصرنا هذا، ولذلك ينبغي للمرأة أن تفطن إلى ما يتعلق بتحصيل العلم، فقدكانت عائشة رضي الله عنها على هذا النحو الواسع من العلم، ولذلك قالالشعبي : " أن عائشة رضي الله عنها قالت رويت للبيد نحواً من ألف بيت " .

وكان الشعبي يذكرها - يعني عائشة - فيتعجب من فقهها وعلمها ويقول : " فماظنكم بأدب النبوة إذا كان هذا العلم الذي تحفظه ! " ، أي فما ظنكمبالتربيه العملية التي تلقتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هنالجأ إليها الصحابة رضوان الله عليهم ونهلوا من علمها ، وأخذوا من فقههاكثيراً، كما قال ابن سعد في الطبقات : " كانت عائشة رضي الله عنها أعلمالناس ، يسألها الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم "

وكما قال أيضاً : " ما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكون في شيء الا سألوا عنه عائشة فيجدون عندها من ذلك علماً " .

بل قد صنف الزركشي كتاباً كاملاً سماه [ الإجابة فيما استدركته عائشة علىالصحابة ] أي فيما استدركت عليهم من الأخطاء التي وقعوا فيها أو الأقوالالتي خالفتهم فيها بحجة ودليل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلكما ورد في الصحيح : لما قال عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليهوسلم: ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ) ، فقالت عائشة رضي الله عنها :رحم الله ابن الخطاب ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، وإنما قال: ( إن الكافر ليعذب بكاء أهله عليه ) ، وكانت تستدرك وتقول : حسبكم كتابالله { لا تزر وازره وزر أخرى } .

فكان عندها فقه عجيب ، وبصر نافذ ، وإحاطة شاملة بكثير مما أثر عن رسولالله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك كما قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : "مارأيت أحداً أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أفقه في رأي إذااحتيج إلى رأيه ، ولا أعلم بآية نزلت ولا فريضة من عائشة رضي الله عنها " .

والمسائل في هذا الباب كثيرة، فلذلك ينبغي للمرأة المسلمة أن تعرف أنهاعلى قدم سواء مع الرجل في التكليف ، وفي الفضائل المتعلقة بتحصيل الثوابمن كثرة العبادات ومن تحصيل العلم وطلبه ؛ فإن في ذلك خيراً عظيماً لهاولمن وراءها من النساء، وأؤكد على هذه النقطة كثيراً للرجال والنساء ؛لأننا في الحقيقة مقصرون في تمكين المرأة من أن تحوز العلم ومن أن تحصل مايحتاج إليه وتنتفع به ؛ وكما أشرت فإن الأب قد يحرص على ابنه أن يدفعه الىمن يحفظه القرآن ويعلمه بينما لا يلتفت إلى ابنته ، مع أن الأمر لو قيلبالمفاضلة لكانت البنت أولى لأنها أكثر تعرضاً للفتنة وبحكم عاطفتها أكثرتعرضاً للإغواء والإغراء بينما ليس كذلك الفتى . وإن كان المسلم مطالب بأنيعتني بتربية أبناءه ذكوراً وإناثاً وتعليمهم على نفس المستوى قدرالمستطاع .

عائشة رضي الله عنها الزوجة والابنة

وانتقل إلى جانب مهمّ يهمّ الرجال والنساء معاً ، ذلكم هو جانب المعاملةالزوجية التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم - أفضل الخلق أجمعين- وبين عائشة رضي الله عنها ، وهي مَن علمنا فضلها وخصائصها، جملة منالروايات والقصص في معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة تكشف لناعما ينبغي أن يكون عليه الرجل مع زوجته ، وما ينبغي أن تكون الزوجة عليهمع زوجها .

الموقف الأول : حسن التودد

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مظهراً لكل جوانب الرقة والحنان والمحبةوالتودد لعائشة ، ويشهد لذلك ما ورد في الصحيح عن عائشة تقول : " لقد رأيترسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي ، والحبشة يلعبونبالحراب في المسجد ، وإنه ليسترني بردائه ؛ لكي أنظر الى لعبهم ، يقف منأجلي حتى أكون أنا التي أنصرف فاقدروا قدر الجاريه الحديثة السن الحريصةعلى اللهو " .

فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم - وهو مَن هو في عظمته - يتودد إلى عائشة، ويمكّنها من أن ترى بعض ما يدخل السرور لنفسها ويقف لأجلها ، حتى يكونرداء وساتراً لها ، ولا يتحرك حتى تنتهي من فرجتها ومطالعتها ، ومن متعتهاوسرورها تلطفاً منه عليه الصلاة والسلام، ومراعاة لها ولسنها ، فما بالالرجال يأنفون عن أقل من هذا بكثير ! بل يستكثرون به على أزواجهم ، ويظنونأن في ذلك إذهاباً لهيبتهم ، وأنه لا بد أن يكون الواحد منهم متجهم الوجه، مقطب الجبين ، ينظر بعينه شزرا ، وتتقد عينه جمراً وإن لم يكن كذلك فلايكون رجلاً .

هذا لا شك أنه من فرط الجهل في أصول المعاشرة ؛ فإن الإنسان قد يتوقىويتحرز من الناس البعيدين أو الأغراب أما من تكثر الخلطه معهم فلا بد أنتكون معه على لين وتودد وتلطف وعلى ترسل في المعاملة من غير تكلف وعلىإبداء ما عندك دون حرج ؛ لأنك ستلقاه كل يوم فلو تحفظت وتحرجت وتهيبت ؛فإنك لا تستطيع أن تستمر على ذلك، قد ترى الإنسان الآن عندما تتعرف عليهأول أمره لا يتكلم معك في خاص أموره ، ولا فيما يتعلق ببعض ما يحترز منهمن الدعابة والمزاح وكذا ، لكن إذا كثرت خلطته وعثرته بدا لك منه كل شيء ،فكيف يكون الرجل مع زوجته وهي أقرب الناس إليه وأكثرهم عشرة له ، ثم لايتلطف ولا يتودد ولا يكون في سيرته معها على ما هو طبعه وسجيته دون أنيكون متكلفاً ولا متجهماً .

الموقف الثاني : حسن الهجر

وكذلك من لطائف هذه المعاملة الزوجية ما ورد في الصحيحين من حديث عائشة أنالنبي صلى الله عليه وسلم قال لها : إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنتعلي غضبى !

أي أعرف الوقت الذي تكونين فيه غاضبة أو عاتبة علي ، فأولاً ليس هناك منغضاضة ولا جرم ولا كبيرة من الكبائر أن تغضب المرأة على زوجها، لما قد يقعمن أسباب الإختلاف المعتادة في حياة الناس ولكن انظروا إلى أدب عائشة وإلىفطنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فقالت له : كيف ذلك يا رسول الله ؟ أي كيف تعرف رضاي من غضبي ، فقال : (إذا كنت راضية عني قلت : لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت : لا ورب إبراهيم) ، فقالت عائشة رضي الله عنها : أجل والله ما أهجر يا رسول الله إلا اسمك.

فهنا يدل على أنه قد يقع ما يوجب الخلاف والنزاع ، ولكن لا بد أن يكون لهحده فلا تتجرأ المرأة على زوجها وتشتمه ولا تنتقصه ولا تذكره بما يسؤوه ،ولا تنعته بما لا يحب ولا تصفه بما يكره ، ولا تنبزه بما هو عيب وإن كانفيه، لئلا توغل صدره وتجعل كما نقول : " من الحبة قبة " ولئلا تنفخ في نارهذه الشحناء البسيطة والمخالفة اليسيرة، فإذا بها تغدوا مشكلة كبيرةوصراعاً عنيفاً لا يحل بسهولة .

ثم انظر إلى أدب عائشة رضي الله عنها وحسن تقديرها وتعظيمها لرسول اللهصلى الله عليه وسلم مع إشعارها بمرادها، أليس المراد أن تشعره بأنها غضبىحتى يتلطف معها ؛ فإنها تشعره بأقل القليل الذي يغني عن غيره، فكانت تقولإذا كانت غضبى : " لا ورب إبراهيم " وإذا كانت راضية تقول : " لا ورب محمد"، وما أخطات في القولين كليهما ، وإنما أحسنت في الأدب، وانظروا الى رسولالله صلى الله عليه وسلم، ما قال لها : إني أعرف أنك غاضبة ؛ ليقابل غضبهابغضب ، وإنما ليستل هذا الغضب ويدخل هذا المدخل اللطيف الودود المحب،ويقول لها مداعباً وملاطفاً : أني أعرف هذه الحالة وهذه الحالة وبيّن لهاأنه قد بلغته رسالتها ، وعرف مقصدها ، وأراد أن يمحو ما كان من سبب هذاالغضب .

الموقف الثالث : قبول الإسترضاء

ومن ذلك أيضاً ما ورد في حديث النعمان بن بشير قال :

" استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا عائشة ترفع صوتهاعليه ، فقال : يا ابنة فلانة - وهذه أساليب للعرف عجيبة في تعاملهم هيابنته لكن في هذا الفعل لم يكن راضياً عنها فلم يرد أن ينسبها إليه وهيتفعل فعلاً لا يحبه ، فقال : يا ابنة فلانه نسبها الى أمها - ثم قال :ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فحال النبي صلى الله عليهوسلم بينه وبينها ، فقد أراد أبو بكر أن يتوجه لعائشة ليضربها ويعنفها " .

وقد استنبط بعض أهل العلم أنه يجوز لأبي البنت أن يربيها وأن يزجرها بحضرةزوجها ، لكن انظر " فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها " ، مع إنالنبي صلى الله عليه وسلم، هو - إذا صح التعبير - المعتدى عليه ، وهي التيرفعت عليه صوتها، ومع ذلك حال بينها وبينه .

" ثم خرج أبو بكر رضي الله عنه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها –أي يترضى عائشة ويتلطف معها - ويقول : ألم تريني حلت بين الرجل وبينك -يستشفع بالموقف الدفاعي الذي وقفه صلى الله عليه وسلم - ثم إستأذن أبوبكرمرة أخرى فسمع تضاحكهما - النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنهاـ قد أزال النبي صلى الله عليه وسلم بحسن معاملته هذا الأمر الذي كان سببهذا الغضب ـ فقال أبو بكر : أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما "

ما أجمل هذا الموقف ! وما أرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وما أحسنتأتي عائشة صلى الله عليه وسلم ولينها وانكسارها لرسول الله صلى الله عليهوسلم ! ومعلوم أن الحياة الزوجية لا تخلو من المكدرات ، ولكن هذه المعاملةهي التي تزيل أسباب الكدر، وإذا كانت هناك مكدرات ؛ فإن هناك مهدئاتومسكنات من هذه المعاملة اللطيفه، فقد رفعت المرأة صوتها على زوجها - ولميكن زوجها أي أحد بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقبل منها مراعاةلطبيعتها وغضاًَ للطرف عما سبب لها ذلك الغضب، ثم بعد ذلك حال بينها وبينأبيها ، ثم جعل يترضّاها ويستشفع لها بما كان منه من موقف تجاهها ثم تضاحكالزوجان مرة أخرى وعاد الوئام في لحظات .

وإلا فإنه من الممكن أن يطول الأمر والخلاف ؛ فإن الكلمة تجر أختها وأحيانا الحركة تجد غيرها وتزداد الشقة والخلاف والنزاع .

الموقف الرابع : سابقني فسابقته

ومن لطيف أيضاً حسن معاملة النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث هنا لعلهيكون أكثر توجيهاً للأزواج والرجال أكثر منه للنساء كل هذه المواقف تربيهفي سيرة عائشة والنبي صلى الله عليه وسلم لكل الجنسين، ففي حديث هشام بنعروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : سابقني النبي صلى الله عليهوسلم فسبقته ما شاء - يعني أكثر من مرة - حتى إذا أرهقني اللحم سابقنيفسبقني، فقال : ( يا عائشة هذه بتلك ) .

موقف جميل جداً لعل الواحد منا يستكثر ما هو أقل منه ! ويرى أن ذلك خرماًلمرؤته ، وجرحاً في عدالته ، وإنزالاً من منزلته ، فإذا ظن ذلك فليستغفر ؛فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك ، ولنا فيه قدوة وأسوة حسنة؛ فإنه كان يتطلف بهذا .

وهذا يدلنا أيضاً على عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه آخر ؛فإنه كان يجيّش الجيوش ، ويدرّس الدروس ، ويربي الأجيال ، ولم يشغله كلذلك وغيره عن أن يكون مؤدياً الحق لأهله ، ومراعياً لزوجته حتى في تفرقهلمسابقتها ومداعبتها وملاعبتها وغير ذلك من الأمور التي ينشغل عنها الناساليوم ، ولا يفطنون لها ، ولا يتوددن بها إلى أزواجهم ، فتبقى الحياةكاحتكاك الحديد بالحديد ليس هناك بينهم التآلف الذي هو من حسن التوددوالتلطف ، والذي يزيل هذا الإحتكاك ، ويجعل المسائل على أحسن وجه ؛ ممايجعل الحياة الزوجية هانئة سعيدة .

الموقف الخامس : يضع فاه على موضع فمها

ومن لطفه صلى الله عليه وسلم وعظيم محبته لعائشة رضي الله عنها، وهذا حبٌّفريد منه فهنا يعلمنا ان الحب في ظل الشرع أمر لا حرج فيه ؛ فإنه قد قالتعائشة رضي الله عنها : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني العظمفأتعرقه - أي تأكل عروق العظم ما بقي من اللحم - ثم يأخذه فيديره حتى يضعفاه على موضع فمي ) .
تحبباً وتلطفاً معها وإشعاراً لمنزلتها عنه .

الموقف السادس : يا رب سلط عليّ حية

هنا أيضاً حادثة لطيفة فيما يتعلق فيما بين الزوجات مع أزواجهن .. الروايةعن القاسم عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذاخرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة معاً وكان إذا كان بالليلسار مع عائشة يتحدث ، فقالت حفصة : ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيركتنظرين وأنظر – أي نتبادل تجربين هذا البعير وأنا أجرب – فقالت : بلىفركبت ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة و عليه حفصة فسلمعليها ثم سار حتى نزلوا وافتقدته عائشة ، فلما نزلوا جعلت رجليها بينالإذخر وتقول : يا رب ، سلّط عليّ عقرباً أو حية تلدغني ، رسولك ولاأستطيع أن أقول له شيئاً ! " .
يعني تبدي ما كان من ندمها في هذا الشأن ، فهذه مواقف يسيرة من معاملهالرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها ، وحسن أدب عائشة معالمصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذا كله يدلنا على ما ينبغي أن يكون بينالرجل وزوجته ، ومن ما يتعلق ببعض الإستنباطات الفقهية من عائشة رضي اللهعنها ودقة علمها وهذا نوع من المواجه ؛ حتى ننتقل من مرحله الى أخرى لأنهناك مواقف أخرى سيأتي ذكرها لاحقا .

الموقف السابع : يا بنية إنك لمباركة

في مسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : أقبلنا مع رسول اللهصلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بتربان بلد بينها وبين المدينة بريدوأميال وهو بلد لا ماء به ، وذلك من السحر انسلت قلادة من عنقي فوقعت ،فحبس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسها حتى طلع الفجر، وليس معالقوم ماء فلقيت من أبي مالله به عليم من التعنيف والتأفيف - سقط عقدهافانتظر الرسول يبحث عنه حتى طلع الفجر ولم يتحرك القوم وليس عندهم ماء - ،فأنزل الله الرخصة في التيمم ، فتيمم القوم وصلّوا ، قالت : يقول أبي حينجاء من الله الرخصه للمسمين : والله ما علمت يا بنيه إنك المباركة ! لماجعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر .

فهذا مما كان في نزول حكم التيمم ولم يكن فرض قبل ذلك، وهذا كان ببركة وبسبب ما حدث لعائشة رضي الله عنها .

الموقف الثامن : يُقبّل وهو صائم

ومن ذلك أيضاً فيما يتعلق بالأحكام الفقهية المنقوله والملتصقه بسيرةعائشة ، عن أبي قيس مولى عمر قال : بعثني عبد الله بن عمر إلى أم سلمةوقال : سلها أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِّل وهو صائم ؟ فإنقالت لا ! فقل : إن عائشة تخبر الناس أنه كان يُقبّل وهو صائـم ! فقالت لهأم سلمة لا ! فقال لها ذلك ، فقالت له : لعله أنه لم يكن يتمالك عنها حباًأما إياي فلا !
لأنها كانت رضي الله عنها كبيرة في السن، وهذا حكم أيضاً فقهي فيما يتعلق بهذا .

الموقف التاسع : تنزعي مقلتيك

ومن ذلك أيضاً ما روته بكرة بنت عقبة : أنها دخلت على عائشة وهي جالسة فيمعصفرة - أي لباس مزين أو فيه صفرة - فسألتها عن الحناء ؟ فقالت : شجرةطيبة وماء طهور، وسألتها عن الحفاء فقالت لها : إن كان لك زوج فاستطعت أنتنزعي مقلتيك فتضعيها له أحسن مما هما فافعلي .

وهذا من أعظم فقه عائشة بالنسبة للنساء تقول إن كان لك زوج فاستطعت أنتنزعي مقلتيك أي عينيك فتصنعينها أحسن مما هما عليه فافعلي، وذلك لكي تكونأقرب وأحب الى زوجها .

حادثة الإفك

هذا موقف في الحقيقة جديرٌ بأن يكون درساً مستقلاً ، ولكني أدرجه في هذاالدرس ؛ لأن الحديث عن عائشة يستلزم ذكره وهو ما يتعلق بحادثة الإفك وهيحادثه طويلة، ذكرها الله تعالى في كتابه وبرأ فيها عائشة هذه الحادثةنوجزها :

أن عائشة كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في بعض غزواته فلماأرادوا أن ينصرفوا كانت ذهبت لقضاء حاجتها ، فجاء القوم ليحملوا هودجهاعلى البعير ، وحملوه ولم يشعروا بأنها ليست فيها ؛ لأنها كانت خفيفة الوزنفي ذلك الوقت ، ومضوا فلما رجعت إلى مكانها وإذا القوم قد غادروا فظلت فيمكانها لم تتحرك ؛ لأنهم سيشعرون بها ويرجعون ليأخذوها ، وإذا بصفوان بنمعطل كان في آخر الجيش ، وبعد مضي الجيش بقليل مرّ ، فإذا به يرى سواداًفاقترب فإذا هو يرى عائشة رضي الله عنها ، قالت : وكان قد رآني قبل أنينزل الحجاب فاسترجع - أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون - قالت فاستيقظتعلى إسترجاعه فأناخ جمله ،قالت : والله ما كلمني حتى بلغنا القوم، فلمابلغت عائشة رضي الله عنها القوم تكلم المنافقون ورأسهم عبد الله بن أبي بنسلول .

وخاضوا في وصم عائشة رضي الله عنها بالفاحشة مع صفوان بن معطل وكانت عائشةرضي الله عنها سليمة القلب سليمة النية ، لم تسمع بذلك ولم تشعر به، ثملما قدمت المدينة وقدم القوم المدينة خاض الناس في ذلك وأشاعوا الكلام،حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم أثر فيه هذا القول وقال : من يعذرني فيرجل يتكلم في أهلي ؟!

وكان هناك خلاف بين الأوس والخزرج في هذا الشأن ؛ لأن عبد الله بن أُبيكان من أحد الفريقين ، وكانت مسألة ومحنة عظيمة، ثم إن عائشة رضي اللهعنها لم تكن قد شعرت بشيء حتى كانت في يوم من الأيام خرجت لتقضي حاجتها معأم مسطح بن أثاثه - وكان أحد المهاجرين الذين خاضوا في هذا القول وقالوابهذه الفرية - فلما رجعت عائشة رضي الله عنها وأم مسطح عثرت أم مسطح فيحجرة ، فلما عثرت قالت : تعس مسطح ، فقالت عائشة رضي الله عنها - بسلامةفطرتها وحسن إسلامها - : بئس ما قلت في رجل من المهاجرين ممن شهد بدراً،تدافع عن مسطح، فقالت لها : إنك لا تعلمين ما قال فيك وعلمت بالخبر بعدذلك .

ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها : إن كنت ألممت بشيء فاستغفريالله وتوبي فسكتت عائشة رضي الله عنها ولم ترد على رسول الله استعظاما لماقال لها، وظلت - كما تقول عائشة رضي الله عنها في وصف هذا - شهراً كاملالا يرقأ لها دمع ، تبكي وهي حزينة على هذا الأمر حتى أنزل الله سبحانهوتعالى براءتها من فوق سبع سموات، واستأمر النبي صلى الله عليه وسلم قبلذلك واستشار بعض أصحابه فأما بريرة فاثنت وقالت خيراً ، وأما أسامه فقالكذلك، وأما علي رضي الله عنه فقال : سل الجارية فإن تسألها تصدقك الخبر،وكانت أزمة شديدة تتعلق بعرض رسول الله، ومن حكمة الله عز وجل أنه لم ينزلالوحي في ذلك سريعاً بل أبطأ شهراً كاملاً حتى أظهر الله المنافقين وبينمواقف المؤمنين .

وكان درساً عظيماً ذكره الله في سورة النور فيما يتعلق بوجوب التثبت فيالأخبار ، وفي حسن الظن بالمسلمين ، وفي مقارنة المسلم نفسه بأخيه هليتوقع ذلك من نفسه ؟ هل يرضى ذلك لنفسه ؟ فإن كان الجواب بالنفي ؛ فإنهينفي ذلك عن أخيه المسلم أيضاً .

وفي ذلك أيضاً تعظيم لحرمة المسلم وعدم الإجراء عليه في عرضه أو في مالهأو في نفسه ، وكان هذا الدرس العظيم مدرسة كاملة متعددة الجوانب، حتىالإمام ابن حجر رحمة الله عليه لما ذكر هذا الحديث ذكر فيه من الفوائدأكثر من ثلاثين فائدة كل فائدة من هذه الفوائد تحتاج إلى درس طويل .

شاهد هذا الأمر هو أن عائشة رضي الله عنها قد كانت قوية الشخصية ؛ فإن بعضالنساء من رقتهن وعاطفتهن الغالبة إذا ووجهت بأمر لم تفعله ، ثم كثرالكلام ربما غلب على ظنها أن تعترف بهذا الذي لم تفعله وتستغفر منه وتتبرأمنه بعد ذلك ؛ لأنها لن تستطيع أن تواجه الضغوط من أقوال الناس والشائعاتوغير ذلك، ولكن عائشة رضي الله عنها لعلمها بطهارتها وبراءتها وقفت هذهالوقفة القوية بل إنها كانت لها وقفة مع رسول الله بل لما نزلت براءتهاقال لها أبو بكر رضي الله عنه : قومي إلى رسول الله أي لتستسمحي وتنهيالأمر، فقالت : والله لا أقوم إليه أبداً فإن الله هو الذي أنزل براءتي،ثبات على الموقف وبيان لما كانت عليه من معرفة نفسها وطهارتها وفي ذاتالوقت كان درساً للمسلمين عظيماً جداً يقع الناس فيه كثيراً كما قال اللهعز وجل : { إذ تلقونه بألسنتكم }

وهذا التلقي بالألسنة التلقي يكون بالأذن ولكن قال بعض المفسرين : "إنهؤلاء الذين لا يتثبتون وصف الله تلقيهم بالألسنة ؛ لأنهم من الآذانمباشرة يجرونه على الألسنة لا يمرونه على أقوالهم ، ولا يمرونه على الواقع، ولا يتأتون فيه ، ولا يستثبتون منه و لا شيئاًَ من ذلك بل ينشرونهمباشرة " .

ولذلك بيّن الله عز وجل أن هذا من أعظم الفرية ومن أعظم البهتان الذيينبغي أن يتوقى عنه المسلم، سيما إذا كان يتعرض بعرض أخيه المسلم الذيأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن شدة وعظمة حرمته بأنه أعظم من حرمةالكعبة نفسها .

وإن حرمه المسلم عند الله عز وجل لها أبلغ وأعلى المراتب، ولذلك كان فيوصف هذه الحادثة على لسان عائشة رضي الله عنها ما يصور الحالة النفسيةالتي مرت بها وقوة شخصيتها حتى تجاوزتها وطهارتها عما وصفت به رضي اللهعنها وأرضاها .

وكما قلت عن الحديث عن حادثة إلافك فيه طول لا يتسع له هذا المقام ، ولكنأذكر بعض ما كان من وصف عائشة رضي الله عنها في هذا الحادث لماقال لهاالنبي صلى الله عليه وسلم : أما بعد ؛ فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا ؛ فإنكنت بريئة فسيبرؤك الله ، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ؛فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه ، قالت :فلما قضى مقالتهقلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة ، فقلت لأبي : أجب رسول الله فيما قال !والله ما أدري ما أقول لرسول الله قالت : وأنا يومئذ حديثة السن لا أقرأكثيراً من القرآن : إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر فيرؤوسكم من كثره ما قيل وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بـريـئـة والله يعلمأني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أن بريئةلتصدقوني .

نعم كان هذا هو الحال لو اعترفت لكان ذلك أقرب إلى تصديق جميع الناس ، ولوأعلنت براءتها لكان أبعد عن التصديق ؛ لأنه قد كثر القول وانتشر وشاع ،وهذه سمة الشائعة سمة الشائعات إنها تشيع وتنتشر وتكثر حتى يسمعها الإنسانمن أكثر من مصدر ، فإذا سئل عنها جزم بها قيل له : أمتحقق قال : نعممتحقق، فإذا سألته عن النسبة للخبر ولمن ينسب ومصدره أو أنه قام بالبحثوالتأكد من الخبر وجدته صفر اليدين، إذا سألته ممن سمعت الخبر قال : سمعتكذا وكذا أهو الذي سمع ورأى بنفسه كلا هل سمع ممن وقعت له الحادثة كلا !فيبقى الأمر في آخر الأمر كما يقولون كما على وكالة يقولون : { ألا أنهممن إفكهم ليقولون ولد الله }

هذه كلمة يقولون وتناقل الأخبار من غير تثبت من أفتك الأسباب بالمجتمعاتوإشاعة الشحناء والبغضاء والإختلافات والنزاعات بين الناس، ولذلك قالتعائشة رضي الله عنها بعد أن عجز أبوبكر وعجزت أمها عن أن ترد على رسولالله قالت هذه المقالة قالت : والله لا أجد لي ولكم مثلاً إلا قول أبييوسف - نسيت إسم يعقوب من شدة حزنها وما وقع لها من البلاء - : { فصبرجميل والله المستعان على ما تصفون } .

ثم تقول عائشة : تحولت فاضجعت إلى فراشي ما تكلمت في هذا القول .

وهنا يدل على قوة شخصيتها رضي الله عنها وأرضاها ، وكان ممن حُد في ذلكحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش ومسطح بن أثاثة أما غير أولئك فكانوا منالمنافقين، وقد كفر أولئك عن ذنبهم بالحد الذي أخذوه ثم بالتوبة الصادقةوقال حسان في مدح عائشة رضي الله عنها :

رأيتـك وليغفر الله لك حــرة **** مـن المحصنات غير ذات غوائـل
حصـان رزان ما تزال بريبــة **** وتصبح غرثى من لحـوم الغوافـل
وإن الـذي قـد قيل ليس بلائق **** بك الدهـر بل قيل إمرؤ متماحل
و كيف وودي ما حييت ونصرتي **** لآل رسول الله زيــن المـحافل
وإن لهـم عـزاً يرى الناس دونه **** قصاراً وطـال الـعـز الـتطاول
عـقـيلة حي من لؤي بن غالب **** كـرام المـساعي مجدهم غير زائل
مـهـذبـة قد طيب الله خيمها **** وطـهَّـرها من كل سـوء وباطل

فهذه الحادثة كانت من أعظم الحوادث في سيرة عائشة رضي الله عنها وأرضاها .

من صفات عائشة

الزاهدة المنفقة في سبيل الله عز وجل

وهذا أمر مهم بينما عائشة رضي الله عنها تضرب المثل في ذلك في أبلغ صورةحتى أنه يهدى إليها الشيء وتهدى إليها الأموال الكثيرة الوفيرة ثم تنفقمنها كما ورد : أنها جاءها مال فأنفقت منه ، ثم لما جاء المغرب قالتلمولاتها : ائتي لنا بطعام الفطور - تفطر من صومها – قالت : لو أبقيت لناشيئاً حتى نشتري طعاماً، قالت : لولا ذكرتني قد نسيت .

لما كان منها من أمر الإنفاق وحب الإنفاق في سبيل الله عز وجل، ولذلككانت رضي الله عنها على هذا النحو من الإنفاق في سبيل الله تعالى، وذكر فيذلك كثير من الأحاديث التي تبين أيضاً مشاركة المرأة لزوجها فيما يتعلقبشظف العيش وما يكون من الشدة التي تمر به أحياناً فقد قالت عائشة رضيالله عنها أنه : ( ما كان يوقد في بيت رسول الله نار الهلال والهلالانوالثلاثة )
وكما قالت رضي الله عنها : كان طعامهم الأسودان :التمرو الماء .

بل كانت هي أول من خيرها النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة التخييرالمشهورة أن يعطيهن من النعيم والمتاع وكذا أو يكون لهن اتباع رسول اللهفآثرن رسول الله، وقد كان الصحابة يؤثرونها بالعطايا في ما بعد وفاة رسولالله، ومن ذلك أن معاوية رضي الله عنه بعث لها ثياباً رقاقاً فبكت رضيالله عنها وقالت : ما كان هذا على عهد رسول الله ! ثم تصدقت به .

وهذا يدلنا على طبيعتها التي تريد للمرأة المسلمة اليوم أن لا تغرهاالأموال ، وأن لا تغرها لين الثياب ، بل تكون أسمى من ذلك وأرقى، خاصة وأنالنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن أكثر أهل النار من النساء، وكذلكينبهن دوماً الى التصدق فكانت عائشة رضي الله عنها مثالاً راقياً وعالياًفي هذا الأمر الذي يتعلق بشأن الإنفاق في سبيل الله عز وجل وأيضاً وصفتبأنها : " كانت للدنيا قالية وعن سرورها لاهية " .

وقد أوصاها النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي : بأن يكون زادها في هذه الحياة الدنيا كزاد الراكب .

ولذلك كانت على هذا النحو من التخفف من الدنيا والإنفاق في سبيل الله عزوجل، وقد كان عمر رضي الله عنه يتعهدها بالعطايا، وقد ورد في حديث مرسل :أنه جاء له درج في بعض المعارك - درج في بعض الجواهر واللالئ - واختلفالصحابة في تقسيمه فقال : ما قولكم أن يكون لعائشة رضي الله عنها ؛ فإنهاكانت حبيبة رسول الله ! قالوا : الأمر كذلك فعُهد به إلى عائشة رضي اللهعنها فبكت وقالت لعله ألا يصلي عطاؤه من قابل .

أي أرادت أن لا يكون الأمر كذلك، ولكنها عائشة رضي الله عنها وأرضاها فهذاما كان مروياً أو بعض ماكان مروياً من زهدها رضي الله عنها وإنفاقها فيسبيل الله عز وجل، وعن عروة بن الزبير أنه قال في وصفها :" رأيتها تقسمسبعين أ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ammaralabede.yoo7.com
ابو بصير العبيدي
عضو برونزي
عضو برونزي
ابو بصير العبيدي


كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Ouous-10


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 705
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
العمر : 33
الموقع : °•.¸♥أرض الله♥¸.•°

كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها}   كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 12, 2011 5:24 pm

بارك الله فيك اخي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ammaralabede.yoo7.com
عمار العبيدي
مدير المنتدى
مدير المنتدى
عمار العبيدي


كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Zte30709


كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Images?q=tbn:ANd9GcTQQPxPa1JyWF7pZgL0H4yk2WmTvUSrphbpdwbNajA3H9ydmMbG


كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} 134_01307213580

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3786
تاريخ التسجيل : 12/09/2010
العمر : 38
الموقع : العراق
كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} 312th11

كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها}   كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 12, 2011 7:44 pm

وفيك بارك الله اخي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ammaralabede.yoo7.com
حامل المسك
نائب المدير
نائب المدير



كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Zte30709


كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Mjawshy13140623501

كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} 134_01307213580
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2525
تاريخ التسجيل : 22/09/2010
العمر : 42
الموقع : العراق الجريح
كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} 15

كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها}   كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 12, 2011 9:43 pm

بارك الله فيك

اخي الغالي

وزادك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمار العبيدي
مدير المنتدى
مدير المنتدى
عمار العبيدي


كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Zte30709


كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Images?q=tbn:ANd9GcTQQPxPa1JyWF7pZgL0H4yk2WmTvUSrphbpdwbNajA3H9ydmMbG


كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} 134_01307213580

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3786
تاريخ التسجيل : 12/09/2010
العمر : 38
الموقع : العراق
كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} 312th11

كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها}   كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها} I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 12, 2011 9:46 pm

وفيك بارك الله اخي

وجزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ammaralabede.yoo7.com
 
كتاب بعنوان{عائشه رضي الله عنها}
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  طلب تصاميم لحمله (أبناء عائشه رضى الله عنها )
» شعر لدفاع عن السيده ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها::
»  مقال للشيخ المغامسي عن أمنَا عائشه رضي الله عنها
» عائشة رضى الله عنها
»  سودة بنت زمعة رضي الله عنها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الاحرار  :: منتدى الدفاع عن الصحابة وامهات المؤمنين-
انتقل الى: