بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين
فهذه كلمات للشيخ عائض القرني وهو يتحدث عن فضل الادب وانه اذا كان على نهج القران كانت له فائدة دعوية كبيرة..
يقول الشيخ
والأدب المؤمن يشارك أيضاً في الحملة على الملحدين. فتعالوا إلى أدباء موحّدين وأدباء ملحدين لنرى كيف تحرك العقيدة كلاّ منهم.
1- أبو نواس وحّد الله بأبيات جميلة، فنسأل الله تعالى أن يرحمه بسببها.
يقول ابن كثير ، وهو يستدل على قدرة الباري تبارك وتعالى: ولـأبي نواس أبيات ما أحسنها في الإيمان:
تأمّل في نبات الأرض وانظر إلى آثـار ما صنع المليكُ
عيون من لُجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيكُ
على كُثب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريكُ
فذكروا في ترجمته أنه رؤي.. فسُئل عن حاله، فقال: غفر لي الله بهذه الأبيات.
2- شاعر مؤمن آخر يقول في عظمة الله وعفوه وقدرته:
لطائف الله وإن طال المدى كلمحة الطرف إذا الطرف رنا
كم فرّج بعد إياس قد أتى وكم سرور قد أتى بعد الأسى
سبحان من يعفو ونهفو دائماً ولم يزل مهما هفا العبد عفا
يُعطي الذي يخطئ ولا يمنعهُ جلاله عن العطا لذي الخطا
أما الشعراء الملاحدة فهم كثير في أمتنا الإسلامية على مر العصور ومنهم:
1- أبو العلاء المعري أعمى القلب وأعمى البصر: ((خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ))، كان ذكياً.. ولكن لم يكن زكياً، قال:
يد بخمس مئين عسجد وُدِيت ما بالها قطعت في ربع دينارِ
فهو يعترض على قطع يد السارق.. لأن يده تقطع في سرقة ربع الدينار ثم هي ديتها خمسمائة دينار ثم تابع اعتراضه فقال:
تناقض ما لنا إلا السكوت له ونستعيذ بمولانا من النارِ
لا والله.. لقد عرّضت وجهك، وقلبك النار، وفتحت على نفسك طريقاً إلى النار، وجعلت لله سلطاناً عليك.
لكن ردّ عليه شعراء أهل السنة والجماعة فأجادوا:
قل للمعرّي عارٌ أيما عار جهل الفتى وهو عن ثوب التُّقى عارِ
لا تقدحنّ بنود الشرع عن شُبه شرائع الدين لا تُقدح بأشعارِ
ونكّل الله بـالمعري ، فقد ذكر كثير من أهل التاريخ أنه لما توفي وأجلس في قبره، وإذا بحية في القبر، فأخذت بلسانه وبرجليه. نسأل الله العافية.
أما شعراء هذا العصر، وأدباء هذا العصر الذين يبثون سمومهم فمنهم الشاعر القروي القائل:
هبوا لي ديناً يجعل العرب ملّة وسيروا بجثماني على دينِ برهم
بلادك قدّمها على كل ملّةٍ ومن أجلها أفطر ومن أجلها صمِ
وقد ردّ عليه شعراء أهل السنة والجماعة والحمد لله.
ويقول إيليا أبو ماضي : (جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت!).
((يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ)).
لقد أتيت من نطفة! ((هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا))، ولكنه الإلحاد في الشعر والأدب.
وفرق بين هذا الشك.. وبين إيمان ذاك الأعرابي الذي أسلم وقال: يا رسول الله، إني خارج إلى الغزوة وإني أرى أن أقتل هذا اليوم فأين ألقاك يوم القيامة؟
يا للإيمان! يا لليقين! فهو يطلب فقط الموعد.
أين إيمان هذا الشاك من إيمان عبد الله بن أنيس الذي يقتل خالداً الهذلي ويأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيراه وقد قتله فيقول له صلى الله عليه وسلم: (أفلح الوجه.
قال: وجهك يا رسول الله.
قال: خذ هذه العصا فتوكأ بها وسوف تتوكأ بها في الجنة، والمتوكئون في الجنة بالعصي قليل) (1) .
فيأخذ العصا، وينام والعصا معه، ويستيقظ والعصا معه.. ولما مات دفنوا العصا معه؛ لأنه سوف يتوكأ بها في الجنة.
وشاعر آخر يقول لبشر مثله يأكل الطعام، ويشرب الشراب مثله، وينام مثله:
فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هيّن وكل الذي فوق التراب تراب
وكذب عدو الله! بل الذي صحّ عنه الود الطيب.. هو الله.
والمحزن أن يأتي حداثي مستهتر من عندنا فيقول أشعار الكفر والإلحاد بيننا.. فالله حسيبه، يقول أحد هؤلاء الحداثيين عن أرض الجزيرة :
(أرضنا البيد غارقة.. طوّق الليل أرجاءها.. وكساها بعسجده الهاشمي.. فدانت لعاداته معبداً)!!!
فمن هو الهاشمي؟
ليس إلاّ محمداً صلى الله عليه وسلم!
هذا الهاشمي أيها المتكلم، هو: الذي رفع الله به رءوس أمتك، وأخرجهم من الظلمات إلى النور.
هذا الهاشمي، أيها البغيض، هو الذي جعلنا نخطب على منابر الأندلس، وعلى ضفاف دجلة، والفرات، والجنج، وطاشقند، وغيرها من بلاد الدنيا.
هذا الهاشمي، أيها المتخلّف، هو: الذي أخرج الله به أمة العرب من أمة متخلّفة، وثنية مشركة، لأمةٍ تقدّم أرواحها للواحد الأحد.
إن البرية يوم مبعث أحمد نظر الإله لها فبدّل حالها
بل كرّم الإنسان حين اختار من خير البرية نجمها وهلالها
لبس المرقّع وهو قائد أمة جبت الكنوز فكسرت أغلالها
لما رآها الله تمشي نحوه لا تبتغي إلا رضاه سعى لها
فأمدّها مدداً وأعلى شأنها وأزال شانئها وأصلح بالها