خطبة لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن اثار المعاصي.
الحمد لله الذي بيده ملكوت السموات والأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير له الحكمة في أمره وفي شرعه وقدره يفعل مايشاء ويحكم ما يريد وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الولي الحميد وأشهد أن محمد عبده ورسوله وخاتم الأنبياء وأمامهم وخلاصة العبيد ،صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وسلم تسليمآ.
اما بعد..
فقد قال الله تعالى مبينآ تمام قدرته وكمال حكمته وأن الأمر أمره وأنه المدبر لعباده كيف يشاء من أمن وخوف ورخاء وشدة وسعة وضيق وقلة وكثرة..قال الله عز وجل(يسئله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن)
فلله تعالى في خلقه شئون يمضي حكمه فيهم على ما تقتضيه حكمته وفضله أحيانآ وعلى ما تقتضيه حكمته وعدله احيانآ ولا يظلم ربك احدا(وما ظلمنهم ولكن كانوا هم الظالمين)
ايها المسلمون: إننا نؤمن بالله وقدره وآن الأيمان بقدر الله هو احد اركان الأيمان اننا نؤمن ان ما يصيبنا من خير ورخاء فهو من نعمة الله علينا يجب ان نشكر مسديها وموليها بالرجوع الى طاعته باجتناب ما نهى عنه وفعل ما أمر به اننا أذا قمنا بطاعة الله فنحن شاكرون لنعمة وحينئذ نستحق ما وعدنا الله به وبفضل به علينا من مزيد هذه النعمه قال تعالى(وما بكم من نعمة فمن الله) وقال تعالى
(وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)
ايها المسلمون اننا في هذه المملكة نعيش ولله الحمد في أمن زخاء ولاكن هذان الأمن والرخاء لايدوما ابدآ الا بطاعة الله عز وجل حتى نقوم بطاعة الله حتى نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر حتى نعين من يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لأن هؤلا الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر هم واجهة الأمة هم الذين يذبون عنها أسباب العقاب والعذاب فعلينا أن نناصرهم علينا أن نكون في صفوفهم علينا اذا اخطئوا ان نعرفهم الخطأ وأن نحذرهم منه وأن نرشدهم الى مافيه الهداية لا ان نجعل ما اخطأوا فيه سببآ لإزالتهم وابعادهم عن هذا المنصب إن هذا لدرب ليس بجيد .
ايها الناس إن ما أصاب الناس من ضر وضيق مالي او أمني فردي او جماعي فإنه بسبب معاصيهم وإهمالهم لأوامر الله ونسيانهم شريعة الله والتماسهم الحكم بين الناس من غير شريعة الله الذي خلق الخلق وكان ارحم بهم من امهاتهم وآبائهم وكان اعلم بمصالحهم من انفسهم ايها المسلمون إنني اعيد هذه الجملة لأهميتها ولإعراض كثير من الناس عنها إنني اقول إن ما اصاب الناس من ضر وضيق مالي او امني فريآ كان او جماعيآ فبسبب معاصيهم وأهمالهم لأوامر الله عز وجل ونسيانهم شريعة الله والتماسهم الحكم بين الناس من غير شريعة الله الذي خلق الخلق وكان ارحم بهم من ابائهم وأمهاتهم وكان اعلم بمصالحهم من انفسهم يقول سبحانه مبينآ ذلك في كتابه حتى نحذر قال تعالى(ومآ أصبكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفوا عن كثير )وقال سبحانه(مآ اصابك من حسنة فمن الله ومآ أصابك من سيئة فمن نفسك) فما اصابنا من حسنة من الخيرات والنعم والأمن فأنه من الله هو الذي تفضل به اولآ واخرآ هو الذي تفضل علينا فقمنا بأسبابه وهو الذي تفضل به علينا فأسبغه علينا أما ما اصابنا من سيئات من قحط وخوف وغير ذلك مما يسوؤنا فإن ذلك من انفسنا نحن، أسبابه نحن الذين ظلمنا انفسنا وأوقعناها في الهلاك. أيها الناس أن كثيرآ من الناس اليوم يعزون المصائب التي يصابون بها سواء كانت المصائب مالية اقتصادية او امنية سياسية يعزون هذه المصائب الى اسباب مادية بحتة الى اسباب سياسية او اسباب مالية او اسباب حدودية ولاشك ان هذا من قصور افهامهم وضعف ايمانهم وغفلتهم عن تدبر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله علية وسلم.ايها المسلمون المؤمنون بالله ورسوله أن وراء هذه الاسباب اسبابآ شرعية اسبابآ لهذه المصائب أقوى واعظم وأشد تأثيرآ من الأسباب المادية لاكن قد تكون الأسباب المادية وسيله لما تقتضيه الأسباب الشرعية من المصائب والعقوبات قال عز وجل (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) ايها الناس اشكروا نعمة الله عليكم بما انعم عليكم من هذه النعم التي ستسمعونها انكم يا امة محمد صلواة ربي علية أفضل الأمم وأكرمها على الله عز وجل أن الله لم يجعل عقوبة هذه الأمة على معاصيهم وذنوبهم كعقوبة الأمم السابقة لم يجعلها بالهلاك العام المدمر للأمة كما حصل لعاد حين اهلكهم بالريح العاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم اعجار نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية لم يجعلها كعقوبة ثمود الذين اخذتهم الصيحة والرجفة فأصبحوا في ديارهم جاثمين اوقوم لوط الذين ارسل الله عليهم حاصبآ من السماء فجعل الله ديارهم عاليها سافلها.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه اجمعين