رمضان فرصة لنكون من احباب الله....محمد زراك

تحقيق محبة الله في رمضان

محمد زراك امام وخطيب من المغرب

الحمد لله الذي جعل صيام رمضان سترا وجنة، وسببا موصلا إلى الجنة، ووقاية من شياطين الإنس والجنة، وأشهد أن لا إله إلا الله فرض الصيام فضلا منه ومنة، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله هدانا إلى أوضح محجة وأقوم سنة، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين هم لكل خير مظنة، وعلى التابعين لهم بإحسان ممن كانت نفوسهم بالإيمان مطمئنة…. يا أيها الذين
[rtl]أما بعد فيا أيها الصائمون أيتها الصائمات: نرفع...[/rtl]
[rtl] إن كثيرا من الناس في هذا الشهر المبارك، إلا من رحم الله يصومون ويصلون، ويقومون ويتصدقون، لكن هذه العبادات ثقيلة عليهم وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ فتعالوا بنا في هذه الخطبة ننتقل من  أناس يعبدون الله بعبادات ثقيلة على القلب، إلى أناس يعبدون الله بحب، فيفرحون بطاعته، ويزدادون شوقًا إلى لقائه في الصلاة، ويطيرون فرحًا بسماع كلامه، وتنشرح صدورهم عند الدعاء بلذة مناجاته.[/rtl]
[rtl]فعن أبي هريرة yقال : قال رسول اللهr يقول الله تعالى في الحديث القدسي( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه [/rtl]
    فهذا الحديث دليل على أن حب الله تعالى، ليس لطائفة مخصوصة من الناس الأنبياء والمرسلون فقط..أبدا, فأنت الآن وفي هذا الشهر المبارك من الممكن أن تكون من الذين يحبهم الله تبارك وتعالى.
ولذلك نقرأ في القرآن الكريم أصنافا من الناس يحبهم الله سبحانه, إن الله يحب المحسنين ...التوابين ويحب المتطهرين..الصابرين...المقسطين..المتقين! 
ومن هنا نتعلم أن الصيام والصلوات، والقران والصدقات، وسائر القربات، عبادات شرعها الله لك ليحبك، وإذا نلت محبة الله سدد سمعك وبصرك، ويدك ورجلك ويؤيدك بتوفيقه، ويحفظك بما حفظ به أولياءه الصالحين.
[rtl]سيدنا عاصم بن ثابت y ، أرسله النبي إلى قبيلة ليعلمهم الإسلام، فغدروا به وأرادوا أن يقتلوه، فقال "اللهم احم جسدي من الكفار"، فرموه بسهم فقتلوه، فذهبوا ليأخذو رأسه ليبيعوه لمشركي مكة، فأرسل الله النحل فغطى جسمه، كلما اقتربوا هجم عليهم النحل، فقالوا "ننصرف إلى الليل فينصرف النحل ثم نأخذ جسمه" فما إن جاء الليل حتى أرسل الله سيلا من الماء فأخذ الجثة واختفت، فقالوا "دعا الله فأجابه "[/rtl]
[rtl]سيدنا البراء بن مالك، في معركة اليمامة مع مسيلمة الكذاب، المعركه اشتدت وضعف المسلمون، فقالوا "يا براء يقول عنك رسول الله مستجاب الدعوة، ادع يا براء"، فقال "اللهم إني أسألك أن تنصرنا اليوم وأن تجعلني أول شهيد" يقولون: فما هي إلا لحظات حتى مات شهيداً وكان المسلمون هم المنتصرون.[/rtl]
[rtl]سيدنا العلاء الحضرميy يقود جيش المسلمين، فاعترض البحر طريق الجيش، فرفع يديه إلى الله وقال: اللهم إنك تعلم أنك نقاتل في سبيلك فاعبر بنا هذا البحر، قالت كتب السير : فعبر العلاء الحضرمي البحر والجنود من خلفه ما ابتلّ سرج فرسه!! سبحان الله.[/rtl]
[rtl]سيدنا عمر بن الخطاب، أرسل جيشا بقيادة سيدنا سارية ليقابل الروم، والجيش المذكور التقى بالعدو وهم في بطن واد فبدأت الهزيمة في صفوفهم، وبالقرب منهم جبل، فإذا بعمر بن الخطاب وهو على المنبر يخطب في المدينة، وبينهما مسافة شهرين !! يقول "يا سارية الجبل الجبل" وعندما عاد سارية منتصراً بعد المعركة قالوا له "كيف انتصرت؟" قال "سمعت صوت عمر بن الخطاب يقول لي الجبل الجبل فلجأت إلى الجبل فانتصرنا" [/rtl]
[rtl]سيدنا عثمان بن عفان كان جالساً في وسط الصحابة فإذا برجل يدخل عليهم، فينظر إليه ويقول "يدخل علىّ أحدكم وأثر الزنا في عينيه" قال الرجل "ما هذا يا أمير المؤمنين، أَوَحْي بعد رسول الله؟" فقال "لا، ولكن اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" هذا الرجل قبل أن يأتي كان ينظر إلى سيدة في الطريق.[/rtl]
أيهَا المسلمونَ: رمضانُ فرصة لنا جميعا لنكون مثلهم، لنكون من أحباب الله وأصفيائه، الذين يحظون بمحبته الخاصة الخاصة لأوليائه
فيَا فوزَ مَنْ صامَ، وأحْيَا ليلَهُ بالقيامِ، وعَمرَ وقتَهُ بتلاوةِ القرآنِ، وقلبَهُ بالإيمانِ، وجادَ مِنْ مالِهِ بالصدقاتِ، لإدخالِ السرورِ علَى الفقراءِ والمساكينِ وأصحابِ الحاجاتِ، فذلِكَ مِنْ أعظَمِ القُرُباتِ التي تحببنا الى رب الارض والسموات.
[rtl]اللَّهُمَّ اجْعَلنا من أوليائِكَ وأهلِ طاعاتِكَ نفعني..[/rtl]
[rtl]الحمد لله.... [/rtl]
[rtl]سؤال يطرح نفسه أمامنا: كيف نكون نحن أيضا من أولياء الله؟ الذين ينظرون بنور الله ويستجيب الله دعواتهم؟؟ فتجيبنا الآية الكريمة: أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ" نحن مؤمنونبالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره(والحمد لله)  .  لكن يبقى أن نكون من المتقين "أن يجدك الله حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك" امتثال الأوامر واجتناب النواهي، ولكن هذا الأمر صعب وليس سهلا، لأن الإنسان مخلوق ضعيف، وجوارحه قد تخونه في أية لحظة؟ فإن نجا من فرجه أخطأ لسانه، وإن نجا من لسانه أخطأ بعينيه، وهو طيلة حياته يقع  في الأخطاء والعثرات، لذلك ربنا سبحانه يقول "فاتقوا الله ما استطعتم" أن يغلب على يومك التقوى، فإذا شعرت أنه قد غلب على يومك المعاصي حاول أن تعوضها بفعل الطاعات، فيغلب على يومك التقوى، فتكون من المتقين، ورمضان فرصة لنكون من المتقين ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الصيام يساعدك لتكون تقيا ولتكون من أحباب الله اللهم تولّ أمرنا، اللهم تولّ أمرنا يا رب العالمين[/rtl]
[rtl]هذا وأكثروا من الصلاة والسلام على النبي الأمين، فقد أمركم بذلك مولانا الكريم: إن الله وملائكته يصلون على النبى ياأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما...اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد... [/rtl]
وارْضَ اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين...
[rtl] اللهم وفق للخير أمير المؤمنين محمدا السادس...[/rtl]
[rtl]اللهم انصر الاسلام..... [/rtl]
اللهم وفقنا لاغتنام رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام وتلاوة القرآن، واجعلنا فيه من الفائزين المقبولين.
اللهم اجعلنا يوم الفزع الأكبر من الآمنين, ولحوض نبيك من الواردين, ولكأسه من الشاربين, وعلى الصراط من العابرين,وعن النار مزحزحين, وإلى أعلى جناتك سابقين, وإلى وجهك الكريم من الناظرين.اللَّهُمَّ إنَّا نسألُكَ الجنةَ لنَا ولوالدينَا، ولِمَنْ لهُ حقٌّ علينَا، وللمسلمينَ أجمعينَ..اللهم من وصانا....
كما نسألك اللهم المغفرة والثواب للمحسنين، الذين ينفقون على هذا المسجد، اللهم اخلف عليهم، وبارك له فيما رزقتهم، اللهم إنا نسألك القبول لكل من عمل في المسجد صالحا وإحسانا يارب العالمين.