إِنْ الحَمْدُ لله، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ونتوب إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يُهْدِهُ اللهُ فَلَا مُضِلٌّ لَهُ، وَمِنْ يُضَلَّلُ فَلَا هَادِي لَهُ، وَأَشْهَدَ أَنَّ لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحَدَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، الغَنِيُّ مِنْ خُلْقِهِ، وَأَشْهَدَ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسُلَّمٌ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
تَرَكْنَا عَلَى المحجة البَيْضَاءَ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يُزِيغُ عَنْهَا إِلَّا هَالِكٌ، نَشْهَدُ أَنَّهُ بَلَغَ الرِّسَالَةَ، وَادِّي الأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الأُمَّةَ، وَجَاهَدَ فِي اللهِ حَتَّى أُتَاهَ اليَقِينُ، وَهَذِهِ الشَّهَادَةُ تَكَوَّنَ مِنْ أُمَّتِهِ يم يَأْتِي كُلَّ نَبِيٍّ، فَيَطْلُبُ مِنْ قَوْمِهِ، أَنْ يَشْهَدُوا أَنَّهُ قَدْ بَلَغَ الرِّسَالَةَ، فَيَرْفُضُونَ الشَّهَادَةَ، فَتَأْتِي أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتُخْبِرُ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْنَا أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَغُوا، وَقَالُوا لِقَوْمِهِمْ اُعْبُدُوا اللهَ، مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرَهِ، فَتَشْهَدُ هَذِهِ الأُمَّةَ لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسِلِينَ.. عِبَادُ اللهِ اِتَّقَوْا اللهُ جَلَّ فِي عَلَّاهُ، وَأَعْمَلُوا فِي نِهَايَةِ العَامِ، وَبِدَايَةً العَامُ الجَدِيدَ أَنْ يُحَاسِبَ المَرْءَ نَفْسُهُ، وَأَنْ يَنْظُرَ فِي أَعْمَالِهِ وَصَلَاحِهَا، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا فَلِيَزْدَادَ، وَإِنْ كَانَ مقصرًا فليستعتب، وَلِيَتِبْ إِلَى اللهِ، وَلِيَرْجِعْ إِلَيْهِ بِتَوْبَةِ نصوح، وَلَيْسَ فِي بِدَايَةٍ العَامُ، وَلَا نِهَايَتُهُ، تَهْنِئَةٌ خَاصَّةٌ، أَوْ دُعَاءٌ خَاصٌّ، أَوْ أَعْمَالٍ صَالِحَةِ خَاصَّةٍ، إِنَّمَا هُوَ نَقْصٌ مِنْ عُمْرُكَ، وَفُتِحَ بَابٍ جَدِيدٍ لِعُمْرٍ آخَرَ، يستعتب فِيهِ الإِنْسَانُ، وَيَزْدَادُ فِيهِ مِنْ الطَّاعَة.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ نَتَكَلَّمُ فِي هَذِهِ الخُطْبَةِ عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ، مِنْ أَجْلِ القربات، وَأَعْظَمُ البَرَكَاتِ، مَنْ يَفْعَلُهَا يَدْخُلُ الجَنَّاتِ، وَمِنْ يَتْرُكُ ذَلِكَ، أَوْ يَعْصِهُ، فَعَلَيْهِ مِنْ اللهِ الوعيد الشَّدِيدِ، وَهُوَ وَعِيدٌ بِالنَّارِ، وَجَهَنَّمُ، ذَلِكَ العَمَلُ أَنَّ اللهَ قَرِنَ حَقَّهُ جَلَّ وَعَلَّا بِحَقِّ الوَالِدِينَ، وَقَّرْنَ شُكْرَهُ جَلَّ وَعَلَّا، بِشُكْرِ الوَالِدِينَ، {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn1][sup][1][/url])[/sup]. {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn2][sup][2][/url])[/sup]. {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا(23)وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn3][sup][3][/url])[/sup]. {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا}([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn4][sup][4][/url])[/sup]. {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا}([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn5][sup][5][/url])[/sup]. {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn6][sup][6][/url])[/sup].
أَيُّهَا الكُرَمَاءُ، حِقْ الوَالِدِينَ عَظِيمٌ، نَسْمَعُ فِي مِثْلَ هَذِهِ الأَيَّامِ بَعْضَ الأَحْدَاثِ المُؤْلِمَةِ فِي عُقُوقِ الوَالِدِينَ، وَفِي التَّقْصِيرِ فِي حَقِّهِمَا، وَعَدِمَ السُّؤَالُ عَنْهِمَا، وَاللّهُ جَلَّ وَعَلَّا، جَعَلَ حَقَّهُمَا مَعَ حَقِّهِ، وَشُكْرُهُ جُلٌّ وَعَلَّا شُكْرُهُمَا، مَعَ شُكْرِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، تِلْكَ الأُمَّةُ الحَانِيَةُ، لَوْ سَأَلَتْ عَنْهِ.. هِيَ الَّتِي حَمْلَتُكَ تِسْعَةُ أَشْهُرٍ، وَتَتَأَلَّمُ كُرْهًا عَلَى كَرُّهُ، وَرَأَتْ المَوْتَ عِنْدَ الوِلَادَةِ، فَمَا إِنْ تَرَاكِ بِجَانِبِهَا إِلَّا وَتَفْتَحُ لَهَا الآمَالَ، وَتَرَجَّوْ مِنْكَ الخَيْرُ العَظِيمَ، وَتُنْسَى تِلْكَ الآلَامُ العَظِيمَةَ، هَذِهِ الأُمَّةُ الحنون، هِيَ الَّتِي كَمْ جَاعَتْ لِتَشَبُّعٍ، وَكَمْ عَطَّشَتْ لِتَرْوَى، وَكَمْ سَهِرَتْ لِتَنَامٍ، كَمْ حَمَلَتْكِ عَلَى ظُهْرِهَا، وَعَلَى صَدْرِهَا، وَشَرِبَتْ مِنْ حَلِيبِهَا، وَلَنْ تَوَفَّى حَقُّهَا أَبَدًا، لَنْ تَوَفَّى حَقُّ الوَالِدِينَ أَبَدًا.. أَمَّا ذَلِكَ الأَبُ العطوف عَلَى وَلَدِهِ، مجبنةٌ مبخلة، يَسْعَى لِوَلَدِهِ، وَيَكُدُّ لَيْلُ نَهَارٍ، وَيُكَابِدُ الأَخْطَارَ، وَيَأْتِي بِالرِّزْقِ مِنْ هُنَا وَهُنَاكَ، لِيُوَفِّرَ لَكَ لُقْمَةَ العَيْشِ، وَيَجْعَلُكَ تَعِيشُ سَعِيدًا بَيْنَ أَصْحَابِكَ، وَبِين زُمَلَائِكَ، وَإِذَا أَصْبَحَ لَدَيْهِمْ الكِبَرُ، أَوْ أَحَدُهُمَا أَتَتْ الحَاجَةُ عَلَيْكَ، وَأُتِيَ السُّؤَالُ عَنْكَ، فَكَيْفَ حَالِنَا مَعَ الوَالِدِينَ، وَكَيْفَ بَرِّنَا مَعَهِمْ، أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا وفِي الصَّحِيحَيْنِ « عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ « أَحَيٌّ وَالِدَاكَ ». قَالَ نَعَمْ. قَالَ « فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ»([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn7][sup][7][/url])[/sup]
. لَقَدْ قَدَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرُّ الوَالِدَيْنِ عَلَى الجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَفِي حَدِيثِ عَبْدُ الله بِنْ مَسْعُودٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: « عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيُّ الأَعْمَالِ أَقْرَبُ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ « الصَّلاَةُ عَلَى مَوَاقِيتِهَا ». قُلْتُ وَمَاذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ « بِرُّ الْوَالِدَيْنِ ». قُلْتُ وَمَاذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ »([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn8][sup][8][/url])[/sup]
. بِرُّ الوَالِدَيْنِ مُقَدَّمٌ عَلَى الجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، الَّذِي تَسْكُبُ فِيهِ الدِّمَاءُ، وَتَنْتَصِرُ فِيهَا الأُمَّةُ، فَإِنَّ حَقَّ الوَالِدِينَ مُقَدَّمٌ. « عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوأَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَلَقَدْ تَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ قَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا »([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn9][sup][9][/url])[/sup]. حَقُّ الوَالِدِينَ أَعْظَمُ مِنْ الجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى.
و« عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السَّلَمِيِّأَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ فَقَالَ هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا »([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn10][sup][10][/url])[/sup]. لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، أَلْزَمُ أُمَّكَ، فَإِنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ رَجُلَيْهَا ، {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ }([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn11][sup][11][/url])[/sup]. {وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn12][sup][12][/url])[/sup].
حَالَ السُّلَفِ عَظِيمٌ، مَعَ بَرِّهِمْ لِلوَالِدِينَ، وَمَا يُزَالُ النَّاسُ وَلِلهِ الحَمْدُ بِخَيْرٍ، وَلَكِنْ بَعْضُ المُسْلِمِينَ، لَهُ نذير شُؤْمٌ وَأَعْمَالٌ مُخِيفَةٌ فِي بِرُّهُ لِوَالِدَيْهِ، بَلْ فِي عُقُوقِهِ لِوَالِدَيْهِ ، « أَتَى رَجُلٌ إِلَى عُمْرِ بِنْ الخَطَّابُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ يَا عُمَرَ إِنْ لِي أُمًّا أَحْمِلُهَا عَلَى ظُهْرِي فِي كُلِّ مَكَانٍ، لَمْ أَبْقَ بِهَا وَادِيًا، وَلَا سَهْلًا إِلَّا وَهِيَ عَلَى ظَهْرِي، أَتَرَانِي جَازَيْتُهَا، فَقَالَ: وَلَا زفرة مَنْ زَفَّرْتُهَا »([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn13][sup][13][/url])[/sup].
كَانَ أَبُو هريرة الصحابي الجَلِيلَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ دَارِهِ، يَأْتِي إِلَى بَابِ أُمَّةٍ فَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكِي يَا أُمَّتَاهُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتِهِ، فَتَقُولُ وَعَلَيْكَ يَا وَلَدِي، يَا بَنِي السَّلَامِ وَرَحْمَةِ اللهِ وَبَرَكَاتِهِ، فَيَقُولُ رَحِمُكَ اللهَ كَمَا رَبَّيْتَنِي صَغِيرًا، فَتَقُولُ لَهُ وَرَحِمَكَ اللهُ كَمَا سَرَرْتَنِي كَبِيرًا، أَبُو هريرة سَرَّ أُمَّهُ وَهُوَ كَبِيرٌ، تَقُولُ رَحِمُكَ اللهَ كَمَا سَرَرْتَنِي كَبِيرًا.. الإِمَامُ زَيْن العَابِدِين عَلَى بُنِّ الحَسَنِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، مِنْ اِبْرِ النَّاسَ بِأُمِّهِ، قَالُوا يَا إِمَامُ إنا لِنَرَاكَ أَبْرِ النَّاسَ بِأُمِّكَ، وَلَكِنْ لَا تَأَكُّلَ مَعَهَا فِي الطَّعَامِ، قَالَ: وَاللهِ إِنَّي أَخْشَى إِنْ أَكَلَتْ مَعَهَا، أَنْ يَسْبِقَ نَظَرُهَا إِلَى طَعَامٍ فَآكِلِهِ عَلَيْهَا، فَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ العُقُوقِ عليَّ، وَالعُقُوقُ عَلَيْهَا أَنْ آكُلَ شَيْئًا نَظَرَتْ إِلَيْهِ، وَصَلَتْ بِهِمْ الدَّرَجَةُ أَنْ يَخَافَ أَنْ يَقَعَ النَّظَرُ إِلَى طَعَامٍ تَشْتَهِيَهُ.. كَانَ حيوة بِنْ شريح هَذَا الإِمَامَ الجَلِيلُ، أَيُّهَا الكِرَامُ يَأْتِيهُ الطُّلَّابُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ يَدْرُسُونَ، وَيَتَعَلَّمُونَ العِلْمُ، وَإِذَا أَقْبَلَتْ أُمُّهُ فَقَالَتْ: يَا وَلَدِي قُمْ أُطْعِمَ الدَّجَاجُ، فَيَقُومُ وَيُتْرَكُ مَجْلِسَ العِلْمَ، وَيُطْعَمُ الدَّجَاجُ، سَمْعًا لِأُمِّهِ، فَيَرْجِعُ إِلَى ذُلِّلَ المَكَانُ.
عُمَرُ بِنْ الخَطَّابُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَانَ لَهُ وَلَدٌ صَالِحٌ، عَبْد الله بِنْ عُمَرُ، يَمْشِي فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَيَرَى رَجُلًا فَقِيرًا، فَيَقِفُ فِي القَافِلَةِ، وَيَنْزِلُ وَيَقُولُ: أَأَنَّتْ فُلَانٌ اِبْنُ فُلَانٌ، فَيَقُولُ نَعَمْ، فَيُعْطِيهُ البَغْلَةَ، وَيُعْطِيهُ العَمَامَةَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِ، وَيُعْطِيهُ الأَمْوَالَ وَالطَّعَامَ، ثُمَّ يَمْضِي، فَقَالُوا يَا اِبْنَ عُمْرٍ بَالَغَتْ فِي الإِكْرَامِ لِهَذَا الرَّجُلِ، قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ كَانَ صَدِيقًا لِوَالِدِي عُمْرٍ.. وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّىَ »([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn14][sup][14][/url])[/sup]
. مَنْ كَانَ مَعَ وَالِدِيكَ فِي صُحْبَةٍ، فَإِنْ مِنْ السَّنَةِ أَنْ تَصِلَهُمْ، وَأَنْ تَدْعُوَ لَهُمْ، وَأَنْ تُحْسِنَ إِلَيْهُمْ بِالزِّيَارَةِ وَالصَّدَقَةِ وَالإِنْفَاقِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ.. عُمَرُ بِنْ الخَطَّابُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَتَسَاءَلُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، اِسْمُهُ أويس بِنْ عَامِرُ القرني، هَذَا أويس أَخْبَرَ عَنْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ فَقَالَ أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ نَعَمْ . قَالَ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ قَالَ نَعَمْ.قَالَ فَكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ قَالَ نَعَمْ. قَالَ لَكَ وَالِدَةٌ قَالَ نَعَمْ. قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ ». فَاسْتَغْفِرْ لِي. فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ الْكُوفَةَ. قَالَ أَلاَ أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا قَالَ أَكُونُ فِي غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ. قَالَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ فَوَافَقَ عُمَرَ فَسَأَلَهُ عَنْ أُوَيْسٍ قَالَ تَرَكْتُهُ رَثَّ الْبَيْتِ قَلِيلَ الْمَتَاعِ. قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ ». فَأَتَى أُوَيْسًا فَقَالَ اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بِسَفَرٍ صَالِحٍ فَاسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بِسَفَرٍ صَالِحٍ فَاسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ لَقِيتَ عُمَرَ قَالَ نَعَمْ. فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ. قَالَ أُسَيْرٌ وَكَسَوْتُهُ بُرْدَةً فَكَانَ كُلَّمَا رَآهُ إِنْسَانٌ قَالَ مِنْ أَيْنَ لأُوَيْسٍ هَذِهِ الْبُرْدَةُ »([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn15][sup][15][/url])[/sup]. هَذَا هُوَ الحَدِيثُ فِي صَحِيحٌ مُسْلِمٌ ،
« كَانَتْ لَهُ أَمْ هُوَ بَارٌ بِهَا، وَكَانَ بِهِ بَرَصٌ فَعَافَاهُ اللهُ إِلَّا مَوْضِعُ دِرْهَمٍ ». هَذَا الرَّجُلُ مَا صِفَاتُهُ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبْرِهُ ». قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « فَمِنْ رَآهُ فَلِيَطْلُبْ مِنْهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ، فَإِنْ دَعَوْتُهُ مستجابة ».
فَإِذَا بِعُمْرٍ لَا يَرَى قَوْمٌ يَأْتُونَ مِنْ اليَمَنِ، مِنْ أمداد اليَمَنُ، حَتَّى يَسْأَلَ أفيكم أويس، حَتَّى أَقْبَلَ أويس مَعَ هَذَا المُدَدُ، فَقَالَ أَأَنَّتْ أويس بِنْ عَامِرُ الَّذِي فِيكَ مَوْضِعُ الدِّرْهَمِ مِنْ البَرَصِ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَخْبَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبَرَهُ الحَدِيثُ، قَالَ: اِسْتَغْفِرْ لِي، فَاُسْتُغْفِرَ لَهُ، قَالَ: إِلَى أَيْنَ يَا أويس، قَالَ: أَمْضِي إِلَى أَرْضِ الكوفة، قَالَ: أَلَّا أَكْتُبَ لَكَ إِلَى عَامِلَهَا أَنْ يَسْتَضِيفَكَ، يَجْعَلُ لَكَ مَكَانًا، تَكَوُّنٌ مُقَرَّبٌ، يَكُونُ لَكَ ذَلِكَ المَكَانُ، قَالَ: لَا، إِنَّمَا أَبْغِي أَنْ أَكُونَ مِنْ عَامَّةِ المُسْلِمِينَ، لَا أَحْتَاجُ إِلَى كِتَابَةٍ، وَلَا إِلَى وَاسِطَةٍ، ذَلِكَ رَجُلٌ كَانَ بَارٌ بِأُمِّهِ، هَذَا الرَّجُلُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبْرِهُ.. بِرُّ الوَالِدَيْنِ سَعَةٌ فِي الرِّزْقِ، مُدَدٌ فِي العُمْرِ، طَيِّب أَثَرٍ فِي الدُّنْيَا، وَطَيِّب صِلَةٍ فِي الآخِرَةِ، بِرُّ الوَالِدَيْنِ حَيَاةٌ سَعِيدَةٌ، فُتِحَ لَكَ بِالتَّوْفِيقِ وَالسَّدَادِ فِي دُنْيَاكَ، وَفِي أُخْرَاكَ، فَمَا بَالٍ كَثِيرٍ مِنْ شَبَابِنَا، يعقون الآبَاءُ وَالأُمَّهَاتُ، أَوْ يُقَصَّرُونَ فِي بَرِّهِمْ، وَفِي الإِحْسَانِ إِلَيْهُمْ، اللهُ جَلَّ وَعَلَّا يَقُولُ: { فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا}([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn16][sup][16][/url])[/sup].
يُؤْسَفُ أَنَّ بَعْضَ الشَّبَابِ يُقْدِمُ أَصْحَابَهِ وَأَصْدِقَائِهِ عَلَى وَالِدِيهُ، أَوْ يَتْرُكُهُمْ يَبْكُونَ مِنْ أَجْلِهِ، لِأَجَلٍ أَنْ يُسَافِرَ هُنَا وَهُنَاكَ، أَوْ يَذْهَبُ مَعَ أَصْدِقَائِهُ هُنَا وَهُنَاكَ، وَأَلْحَقَ أَلَّا يَذْهَبَ إِلَى مَكَانٍ، وَهُمْ رَاضُونَ عَلَيْهِ، أَمَرَنَا اللهُ بِالإِحْسَانِ إِلَيْهُمْ حَتَّى وَإِنْ كَانُوا مشركين، وَإِنْ كَانُوا كَفَأْرٍ ، {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn17][sup][17][/url])[/sup].
[ltr]وَفِيٌّ الصَّحِيحُ أَنَّ أَسْمَاءَ اِبْنَةُ أَبِي بَكْرٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَقْبَلَتْ أُمُّهَا فِي عَهْدَ قريشٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [/ltr]
[ltr] ، « عَن أسماءَ قالَت : قدِمَت عليَّ أمِّي راغبةً في عَهْدِ قُرَيْشٍ وَهيَ راغِمةٌ مُشْرِكَةٌ فقُلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أمِّي قدِمَت علَيَّ وَهيَ راغِمةٌ مُشْرِكَةٌ أفأصِلُها قالَ نعَم فَصِلي أمَّكِ »([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn18][sup][18][/url])[/sup]. زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّهُ، فَاِسْتَأْذَنَ رَبُّهْ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهَا، فَلَمْ يَأْذَنْ اللهُ لَهُ، وَأَسْتَأْذِنُهُ أَنْ يَزُورَ أُمَّهُ، فَأَذِنَ لَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَزَارَ عِنْدَ الأبواء وَبَكَى هُنَاكَ، وَهِيَ لَمْ تَمُتْ عَلَى الإِسْلَامِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. أَيُّهَا الكُرَمَاءُ، وَصِيَّتِي لِنَفْسِي وَإِيَّاكُمْ بِالإِحْسَانِ العَظِيمِ إِلَى الوَالِدِينَ، عَدَمُ رَفْعِ الصَّوْتِ عَلَيْهِمَا، أَلَّا نَسْبِقَهُمْ فِي المَشْيِ، أَنْ نُخَفِّضَ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ، أَلَّا نَأْكُلَ قَبْلَهِمَا، أَلَّا نَعْصِيَ أَوَامِرَهُمَا، أَنْ نَبْدَأَهُمَا بِالسَّلَامِ، بِالهَدِيَّةِ، بِالصِّلَةِ، أَلَّا نُقْدِمَ الزَّوْجَةَ فِي البِرِّ عَلَى بِرِّ الوَالِدَيْنِ، فَإِنَّ بِرَّ الوَالِدَيْنِ مُقَدَّمَ عَلَى بِرِّ الزَّوْجَةِ.. يَذْكُرُ أَحَدَ البَاعَةِ مِنْ الذَّهَبِ، مَوْقِفًا يُبْكَى لَهُ جَبِينُ الحَرِّ، يَقُولُ بَيْنَمَا أَنَا أَبِيعُ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ مَعَ زَوْجَتِهِ، يُتَضَاحَكُ مَعَهَا، وَكَلَامٍ جَمِيلٍ، وَمَعَهُمْ عَجُوزٌ فِي الخَلْفِ، تَحَمَّلَ وَلَدَهُمَا، فَهُوَ يُتَضَاحَكُ مَعَهَا، يُشَاوِرُهَا فِي الذَّهَبِ يمنًة ويسرة، حَتَّى اِشْتَرَتْ أَغْلَى الأَثْمَانُ، فَدُفِعَ المَبْلَغُ، قَالَ لَهُ بَائِعُ الذَّهَبِ بَقِيَ مِائَتَيْ رِيَالٍ مِنْ المَبْلَغِ، قَالَ وَمَا هَذِهِ المِائَتَيْنِ؟، قَالَ خَاتِمٌ صَغِيرٌ مِنْ الذَّهَبِ طَلَبَتْهُ هَذِهِ العَجُوزُ مَعَكُمْ، ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَيْهَا وَقَالَ وَيَحُكُّ إِنَّ العَجُوزَ لَا تَلْبَسُ الذَّهَبَ.[/ltr]
مَنْ هِيَ هَذِهِ العَجُوزُ، هِيَ أُمَّةٌ، الَّتِي جَعَلَهَا خادمًة لَهُ، وَتُحَمِّلُ طِفْلَهُمَا، فَأُغَضِّبُهَا، ثُمَّ رَمَتْ الخَاتِمَ فِي ذَلِكَ المَكَانِ، وَجَرَّتْ تَجْرِي إِلَى السَّيَّارَةِ تَبْكِي، فَقَالَتْ الزَّوْجَةُ لِزَوْجِهَا، لِمَاذَا أَغَضِبَتْ أُمُّكَ عَلَيْنَا، مَنْ يَحْمِلُ الوَلَدَ عَنَا بَعْدَ اليَوْمِ، مَنْ يَحْمِلُ وَلِدُنَا عَنَا، لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، فَذَهَبَ إِلَيْهَا وَقَالَ خُذِي الذَّهَبَ يَا أُمَّاهُ، قَالَتْ وَاللهِ لَا أَلْبَسُ الذَّهَبَ بَعْدَ اليَوْمِ.. كَمْ مِنْ أُنَاسٍ ذَهَبَتْ الرَّحْمَةُ مِنْ القُلُوبِ، فَيَذْهَبُ بِأُمِّهِ إِلَى دَارِ العَجَزَةِ، أَوْ يَتْرُكُهَا وَلَا يَصِلُهَا بِسَلَامٍ، أَوْ اِتِّصَالٌ، أَوْ مَالٍ، أَوْ حَالَ، قَالَ بَعْضُ العُلَماءِ لَقَدْ وَرَدَ أَنَّ رَجُلًا عُقْ وَأَلِدَّةٌ، فَأَخْذُهُ يُجْرَى بِهِ إِلَى مَكَانٍ مَهْجُورٍ، قَالَ: وَلَدَيَّ إِلَى أَيْنَ؟، قَالَ: لِأَذْبَحَكَ فِي هَذَا المَكَانِ، يَا وَلَدِي لَا تَفْعَلُ، فَأَقْسَمَ الوَلَدُ أَنْ يَذْبَحَ وَأَلِدَّةٌ، قَالَ الوَالِدُ أَمَّا إِنْ أَقْسَمْتَ فَاِذْبَحْنِي فِي ذَلِكَ المَكَانِ، فَانِي قَدْ ذَبَحْتُ وَالِدِي فِي ذَلِكَ المَكَانِ.. بُرُوا آبَائِكُمْ، تَبْرِكُمْ أَبْنَائِكُمْ، هَذَا الجَزَاء مِنْ جِنْسِ العَمَلِ، اَللَّهُمَّ يَا رَبَّ العَالَمِ اُرْزُقْنَا حَسَنَ بِرُّ الوَالِدَيْنِ، أَحْيَاءً وَأَمْوَاتٌ، اَللَّهُمَّ أَمْلَأَ قُلُوبَهُمَا بِالحُبِّ لِنَا يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، وَاِمْلَأْ أَلْسِنَتَهُمَا بِالدُّعَاءِ لِنَا، اَللَّهُمَّ أَمْلَأُ وَالِدِينَا فِي أَلْسِنَتِهُمْ بِالدُّعَاءِ لِنَا يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، رَضَّا اللهِ فِي رِضَا الوَالِدِينَ، وَسَخِطَ اللهُ فِي سَخَطِ الوَالِدِينَ.. عَبَّادُ اللهِ أَقُولُ مَا سَمِعْتُم، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فَاِسْتَغْفَرُوهُ، وتوبوا إِلَيْهِ إِنَّهُ غفور رَحِيمٌ.. الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَكْرَمْنَا وَأَعْطَانَا مِنْ فَضْلِهِ العَظِيمَ ، { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا}([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn19][sup][19][/url])[/sup]. وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحَدَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ خَيْرٌ مربٍ، وَخُيِّرَ مُعَلِّمٌ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلُهُ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.. أَمَّا بَعْدَ عَبْد الله، فَإِنَّ الرَّحْمَةَ بِالوَالِدِينَ لَمْ تَصِلْ فَقَطْ إِلَى الإِنْسَانِ، بَلْ حَتَّى إِلَى أَلَجِنَ، وَحَتَّى إِلَى الحَيَوَانَاتِ، فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوِ مَكَّةَ يَمْشِي فِي طَرِيقُهُ إِذَا بِطَائِرٍ عُصْفُورٌ صَغِيرٌ، يَأْتِي فَيَبْكِي وَيَشْتَكِي إِلَى أُذْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فَجَعَ هَذَا الطَّيْرُ بِصِغَارِهُ، أَرْجَعُوا إِلَيْهِ أَوْلَادُهُ، أَرْجَعُوا إِلَيْهِ صِغَارُهُ. إِذَا كَانَتْ الرَّحْمَةُ بِالوَالِدِينَ وَصَلَتْ الحَيَوَانَاتِ، فَكَيْفَ بِالإِنْسَانِ وَهُوَ مُكَرَّمُ مُعْظَمٌ، وَكَيْفَ بِالمُسْلِمِ، وَكَيْفَ بِمَنْ سَجَدَ لِلهِ رَبِّ العَالَمِينَ.. جَارَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، وَهُوَ يَشْكُو إِلَيْهِ عُقُوقَ وَلَدِهِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ ضَعِيفًا، وَكُنْتَ قَوِيًّا، وَكَانَ فَقِيرًا، وَكُنْتُ غَنِيًّا، فَقَدَّمْتُ لَهُ كُلَّ مَا يُقَدِّمُ الأَبَ الحَانِيَ لِلاِبْنِ المُحْتَاجِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ضَعِيفًا، وَهُوَ قَوِيٌّ، وَكَانَ غَنِيًّا، وَأَنَا مُحْتَاجٌ، بِخَلِّ عليَّ بِمَالِهِ، وَقُصِّرَ عليَّ بِمَعْرُوفِهِ، ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَى اِبْنِهِ مُنْشِدًا.:
غَزَوْتُكَ مَوْلُودًا وَعِلَّتَكَ يَافِعًا إِذَا ليلًة نابتك بِالشَّكْوَى لُمَّ أَبَتْ كأني أَنَا المطروق دُونَكَ بِالَّذِي فَلَمَّا بَلَغَتْ السِّنُّ وَالغَايَةُ الَّتِي جَعَلْتُ جَزَائِي مِنْكَ جُبَّهَا وغلطًة فَلَيْتَكَ إِذْ لَمْ تَرْعَ حَقَّ أُبُوَّتِي فَأَوْلَيْتَنِي حَقَّ الجِوَارِ وَلَمٍّ تك | | تُعِلْ بِمَا أَدِّنِي إِلَيْكَ وَتَنْهَلْ لِشَكْوَاكَ إِلَّا ساهرا أَتَمَلْمَلَ طَرَقْتُ بِهِ وَعَيِّنِي تُهْمَلُ إِلَيْهَا مَدَى مَا كُنْتُ مِنْكَ أُؤَمِّلُ كَأَنَّكَ أَنْتَ المُنْعِمُ المتفضل فَعَلْتُ كَمَا الجَارُ المُجَاوِرُ يُفْعَلُ عليَّ بِمَالٍ دُونَ مَالِكٌ تَبْخُلُ |
فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ
: مَا مِنْ حَجَرٍ، وَلَا مَدَرٍ، يَسْمَعُ هَذَا إِلَّا بَكَى
. ثُمَّ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَزَّهُ بتلابيبه وَقَالَ
: أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ
.الحَمْدُ لله رَبًّا زَانُ خُلْقِهِمَا فَاللّهُ بَيْنَ فِي الإِسْرَاءِ فَضْلُهُمَا اِلْحَسْنَ حُسْنَهُمَا وَالطِّيبَ طِيبُهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا يسوؤهما رُبَاهُ فَأَفْتَحُ لَهُمَا بَيْتًا يظلهما. فَأَسْتَعِيذُ بِرَبِّي مِنْ عُقُوقِهِمَا. وَكَمْ تَمَنَّيْتُ لَوْ عَيْشٍ بِقُرْبِهِمَا. فَصِرْ أَخًا لَهُمَا وَصَاحِبًا لَهُمَا هَذِهِ حُرُوفُي بَعْضٌ مِنْ صنيعهما. فَإِنْ أَرْدَتْ رِضًا فَلِتَرْضَ قَلْبَهُمَا | | ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى نَسْلٍ لِعَدْنَانَ وَزَادَ ذِكْرُهُمَا فِي قَوْلِ لُقْمَانَ وَالقَلْبُ قَلْبُهُمَا بِالوَدِّ رُبَّانِي وَأُخَفَّضُ جَنَاحُكَ مِنْ ذُلٍّ وَعِرْفَانٌ فِي جَنَّةِ الخَلَدِ فِي رُوحٍ وَرَيْحَانٍ أَوْ أَنْ أَبُوءَ بِإِسْرَافٍ وَخَذِّلَانِّ يَا خَيْرُ مَنْ سَكَنُوا قَلْبِي وَأَوْطَانِي وَأُحْفَظُ صنيعهما مَا بَيْنَ جِيرَانٍ إِنَّ غَابَ حُبِّهِمَا قُدْ غَابَ إِيمَانِي. مِنْ قَبْلُ أَنْ تَتْرُكَ الدُّنْيَا بأكفان |
عِبَادُ اللهِ صَلَّوْا عَلَى رَسُولِ اللهِ، اُكْثُرُوا مِنْ الصَّلَاةِ عَلَى المُصْطَفَى مُحَمَّدٌ بِنْ عَبْد الله، {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn20][sup][20][/url])[/sup]. اَللَّهُمَّ اُبْلُغْ صَلَاتِنَا وَسَلَامِنَا إِلَى المُصْطَفَى مُحَمَّدٌ بِنْ عَبْد الله، اَللَّهُمَّ اِرْضَ عَنْ الخُلَفَاءِ الراشدين الأَرْبَعَةُ، أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثمَانُ وَعُلًى، وَعَنَا مَعَهِمْ بِعَفْوِكَ وُجُودُكَ يَا أَكْرَمَ الأكرمين، اَللَّهُمَّ أُعِزَّ الإِسْلَامُ وَالمُسْلِمِينَ، اَللَّهُمَّ أُعِزَّ الإِسْلَامُ وَالمُسْلِمِينَ، اَللَّهُمَّ أُعِزَّ الإِسْلَامُ وَالمُسْلِمِينَ، اَللَّهُمَّ اُنْصُرْ مِنْ نَصْرِ الدِّينِ، وَكُلُّ المُجَاهِدِينَ المُرَابِطِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، اَللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ أَهَلَ الإِسْلَامُ وَأَهْلٌ السُّنَّةَ بِسُوءٍ فَأَشْغَلَهُ فِي نَفْسِهُ، وَسَلِّطْ عَلَيْهِ، وَاِكْفِنَا شَرَّهُ، وَأَجْعَلُ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيْهِ.. يَا رَبَّ العَالَمِينَ اَللَّهُمَّ أَحِمَّنَا وَاِحْفَظْنَا بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، اَللَّهُمَّ إنا لَا نَتُقْ إِلَّا بِكَ، وَلَا نَتَوَكَّلُ إِلَّا عَلَيْكَ، فَاِحْفَظْنَا بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، اَللَّهُمَّ آمِنِا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلَحُ أَئِمَّتِنَا وولاة أُمُورُنَا، وَاِجْعَلْ وِلَايَتِنَا فِيمَنْ خَافَكِ، واتقاك وَاِتَّبَعَ رِضَاكَ، اَللَّهُمَّ هَيِّئْ لَهُمْ بطانًة صَالِحَةُ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، اَللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا جَمِيعًا بِرَّ وَالِدِينَا، أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ، اَللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا بِرَّ وَالِدِينَا، أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا، اَللَّهُمَّ اِجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْطِفُ عَلَيْهِ، وَيَتَكَلَّمُ بِالكَلَامِ اللَّيِّنِ الهَيِّنِ لَهُمْ، وَاِجْعَلْنَا مِمَّنْ يُخَفِّضُ جَنَاحَ الذُّلِّ لَهُمْ، وَنَقُولُ لَهُمْ {وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn21][sup][21][/url])[/sup]. اَللَّهُمَّ جَازُهُمْ بِالإِحْسَانِ إِحْسَانًا، اَللَّهُمَّ جَازَهُمْ يَا رَبَّ العَالَمِينَ بِالسَّيِّئَاتِ عَفْوًا وَغُفْرَانًا، اَللَّهُمَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ حَيًّا فَأَمَدَّ فِي عُمْرَهُ، وَأَرْزُقُهُ العَافِيَةَ، وَالسَّلَامَةُ، وَلِبَاسُ الصِّحَّةِ يَا سَمِيعُ الدُّعَاءُ، وَمِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَيِّتًا، إِلَّا جَعَلَتْ قَبْرَهُ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، اَللَّهُمَّ اِجْعَلْ قُبُورَهُمْ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَأَجْمَعْنَا بِهِمْ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (٤٤)، فِي جَنَّاتٍ وَنَهْرٍ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥).. اَللَّهُمَّ اِهْدِي شَبَابٍ المُسْلِمِينَ، اَللَّهُمَّ أَهْدِهُمْ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَحَبِّبْ إِلَيْهُمْ الصَّلَاةَ وَالنُّورَ وَالقُرْآنَ، وَعُبَّادِكَ الصَّالِحِينَ، وَاِصْرِفْ عَنْهُمْ دُعَاةَ السُّوءِ، وَأَصْحَابُ السُّوءِ يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، اَللَّهُمَّ إنا نَسْأَلُكَ عيشًة هَنِيَّةُ، وميتًة سَوِيَّةٌ، وبعثًة مَرَضِيَّةٌ، غَيْرُ مُرْدٍ وَلَا مخذٍ وَلَا فَاضِحٌ، يَا سَمِيعُ الدُّعَاءُ، اَللَّهُمَّ عَيْشِنَا يَا رَبَّ العَالَمِينَ بِالإِسْلَامِ قَائِمِينَ، وَرَاقِدِينَ، وَقَاعِدَيْنِ، وَثَبَّتْنَا عَلَى هَذَا الدِّينِ حَتَّى نَلْقَاكَ يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ.. اَللَّهُمَّ فَرَجَ عَنْ إِخْوَانِنَا المَنْكُوبِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، فِي أَرْضِ الشَّامِ، وَفِلَسْطِينُ، وَالعِرَاقُ، وَاليُمْنُ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ، اَللَّهُمَّ اُرْزُقْ هَذِهِ البَلَدَ الأَمْنُ وَالأَمَانُ، خاصًة وَسَائِرُ بِلَادُ المسلين، وَاِجْعَلْنَا إِخْوَةً مُتَحَابِّينَ بِجَلَالِكَ، اَللَّهُمَّ اِجْعَلْنَا إِخْوَةً مُتَحَابِّينَ بِجَلَالِكَ تظلنا فِي ظِلِّكَ يَوْمٌ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلَّكَ، عَبَّادُ اللهِ اُذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرُكُمْ، وَاُشْكُرُوهُ عَلَى نُعْمِهِ يَزِدْكُمْ. {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}([url=file:///E:/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A/%D8%AE%D8%B7%D8%A8 %D9%85%D9%81%D8%B1%D8%BA%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9 %D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A7 - %D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF %D8%A8%D9%86 %D8%B6%D9%8A%D9%81 %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A.doc#_ftn22][sup][22][/url])[/sup]
.