زراك محمد عضو جديد
الجنس : عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 26/07/2013
| موضوع: دروس ليالي رمضان: ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ....الآية الإثنين يوليو 14, 2014 11:58 pm | |
| دروس ليالي رمضان: ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ....الآية 16رمضان 1435 / 14 يوليوز 2014 محمد زراك إمام وخطيب المسجد الكبير بأولاد برحيل المغرب أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نسأل الله يتقبل منا الصيام والقيام، وان ييسر أمورنا، ويبارك لنا في أعمارنا وأعمالنا، وأزواجنا وذرياتنا، وأن يرحمنا ويتوب علينا أجمعين آمين أيها المؤمنون! كنا البارحة مع تأملات في سورة النحل، فتعالوا بنا الليلة نقف بكم مع آية من أيات القرآن الكريمات، وسنحاول أن نصل بها إلى قلوبنا حتى تطمئن وتزداد إيمانا هذه الآية هي } ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ{ فتبيّنوا من التبيين وقرأت فتثبّتوا من التثبّت. ولكي تفهموا معنى هذه الآية أربطكم بقصة كانت سبب نزولها، وقصص اخرى: بعث النبي r الوليد بن عقبة إلى قبيلة بني المصطلق ليجمع منهم الزكاة وأموال الصدقات، فلما أبصروه قادمًا، أقبلوا نحوه لاستقباله؛ فظن الوليد أنهم أقبلوا نحوه ليقتلوه، وأنهم ارتدوا عن الإسلام، فرجع إلى المدينة دون أن يتبين حقيقة الأمر، وأخبر النبي r بأنهم ارتدوا عن الاسلام. فأرسل النبيr على جناح السرعة، خالد بن الوليد yومعه جيش من المسلمين، وأمرهم بالتأني والتثبت، وألا يتسرعوا في قتال بني المصطلق حتى يتبينوا حقيقة الأمر، فتأكد خالد من أحوالهم قبل أن يهاجمهم؛ فسمعهم يؤذنون للصلاة ويقيمونها، فعاد إلى النبي r دون قتال، ليخبره أن بني المصطلق لا يزالون متمسكين بالإسلام وتعاليمه، فنزل قول الله -تعالى}إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ{ ومرة ثانية أرسل رسول الله خالدا الى قبيلة اخرى بني جذيمة للتحقق من إسلامهم فلم يتثبت بل تعجل في القتل، وقتل منهم الكثير، فلما وصل الخبر إلى رسول الله: ) بكى ورفع يديه إلى الله وقال :اللهم إني أبرا إليك مما صنع خالد) وفي أحد الأيام أرسل الرسول r مجموعة من الصحابة ليهجموا على قبيلة من المشركين، فانتصر عليهم المسلمون، وفر واحد من المشركين، فلحق به أسامة بن زيد y فلما رفع أسامة السيف عليه قال الرجل: لا إله إلا الله، فقتله أسامة بن زيد، فلما بلغ ذلك رسول الله r غضب على أسامة وقال: "أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟ قال يا رسول الله: إنما قالها خوفا السيف، قال: "هل لا شققت على قلبه فتعلم أنه قالها يتقي به السيف، (أقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لا إلهَ إلاَّ اللهُ؟قال أسامة فما زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمنْيَّتُ أنِّي لَمْ أكُنْ أسْلَمْتُ قَبْلَ ذلِكَ اليَوْمِ. فأنزل الله تعالى: ولا تقولوا لمن ألقى...الاية أيها الإخوة المومنون! التأني هو التَّثَبُّت والتمهّل والتأني من الله والعجلة من الشيطان. والمسلم يحرص على التأني والتمهل في أداء عمله، فيؤدي واجباته بتأنٍّ وإتقان، وقد قال سيدنا علي y :لا تطلب سرعة العمل، واطلب إتقانه، فإن الناس لا يسألون في كم فرغ، وإنما ينظرون إلى إتقانه وجودته. ومن مواطن التاني: العبادة، فيؤديها المسلم بخشوع وتأنٍّ وإتقان ؛ فإن كان مصليَّا صلى بخضوع وتدبر وخشوع لله رب العالمين لا يغيب عن أذهانكم حديث المسيئ صلاته بينما النَّبِي r في المسجد الْمَسْجِدَ , فدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى , ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : ارْجِعْ فَصَلِّ , فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ . فَرَجَعَ فَصَلَّى كَمَا صَلَّى , ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : ارْجِعْ فَصَلِّ , فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ - ثَلاثاً - فَقَالَ : وَاَلَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أُحْسِنُ غَيْرَهُ , فَعَلِّمْنِي , فَقَالَ : إذَا قُمْتَ إلَى الصَّلاةِ فَكَبِّرْ , ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ معك مِنْ الْقُرْآنِ , ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعاً , ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِماً , ثُمَّ اُسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً, ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِساً . وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاتِكَ كُلِّهَا .وإن كان يدعو ربه دعاه في تضرع وتذلل، فيبدأ دعاءه بحمد الله وتمجيده، والصلاة على رسوله، فقد سمع النبي r رجلا يدعو في صلاته، ولم يمجد الله سبحانه ولم يصلِّ على النبي r فقال له: (عَجِلْتَ أيها المصلي( وسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا يصلى فمجَّد الله وحمده، وصلى على النبي r فقال له r (ادعُ تُجَبْ، وسل تُعْطَ) ومن مواطن التأني عند الدعاء ، فلا يتعجل المسلم إجابة الدعاء، فقد قال النبي r يُسْتَجَابُ لأحدكم ما لم يَعْجَل؛ يقول: دعوتُ، فلم يُسْتَجَبْ لي)ومن مواطن التأني عند سماع الأخبار والإشاعات، فلا يسارع المسلم إلى تصديقها حتى يتثبت ويتبن، لأن كثيرا من الناس هداهم الله يسمعون كلمة واحدة فيزيدون عليها الملح والابزار، وهكذا كل شخص يزيد عليها نصيبه، حتى تصير الحبة قبة: أحكي لكم قصة: تحدثنا كتب الأدب أن رجلا أراد يختبر امرأته فقال لها: سأخبرك بسرّ ولكن لاتخبري به أحدا ،فهل تقدرين على كتمان السرّ؟ فقالت:نعم فقال لها : عندي دجاجة تبيض كل يوم ثلاث بيضات فإياك ان تخبري أحدا. فلما خرج ذهبت إلى جارتها وأخبرتها بأن زوجها يملك دجاجة تبيض كل يوم أربع بيضات.فذهب الجارة لجارتها الأخرى وقالت لها : جارنا... وهكذا صار الخبر يتنقل من امرأة لأخرى ومن رجل لآخر ولكن بازدياد عدد البيض،ولم تغرب الشمس حتى بلغ عدد البيض مائة !فعلم الحاكم فاستدعاه وقال له: أخبرني يارجل كيف تبيض دجاجة كل يوم مائة بيضة ؟!! فقال له : كنت أريد أن أختبر امرأتي فقط! فضحك الحاكم وأكرمه.الشاهد أن على الانسان أن يتثبت عند سماع الأخبار، لما قال أصحاب الإفك في أمنا عائشة y ما قالوا، وانتشر ذلك في الناس، سأل أبو أيوب الأنصاريy زوجته: لو كنت مكان عائشة أكنت فعلت الفاحشة، فقالت لا، فقال عائشة خير منك. فقالت له: لو كنت مكان صفوان بن المعطل أكنت فعلت ما قيل، فقال لا، فقالت صفوان خير! فمدحهما الله بقوله: لَّوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً. فنزلت هذه الآية فيهما لتمتدح فعلهما الرائع، وليكونا نموذجاً وقدوة لكل المسلمين. ومن لطف الآية أنها قالت }ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً{كأنها تقول للمسلمين: ظُنوا بإخوانكم خيرا كما تظنون بأنفسكم، فأنتم مؤمنون كإخوانكم، واتركوا المنافقين يظنون فيهم ما يشاؤون.كنا اليوم مع تفسير قوله سبحانه: }إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ{اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين. | |
|