زراك محمد عضو جديد
الجنس : عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 26/07/2013
| موضوع: دروس ليالي رمضان: إن اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً الأربعاء يوليو 09, 2014 12:20 am | |
| دروس ليالي رمضان: إن اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً 10رمضان 1435 / 09 يوليوز 2014 محمد زراك إمام وخطيب المسجد الكبير بأولاد برحيل المغرب أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نسأل الله يتقبل منا الصيام والقيام، اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنا ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ كَرْباً إِلاَّ نَفَّسْتَهُ، وَلاَ مَيْتاً إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلاَ مَرِيضاً إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ دَيْناً إِلاَّ قَضَيْتَهُ، وَلاَ عَسِيراً إِلاَّ يَسَّرْتَهُ، وَلاَ عَيْباً إِلاَّ سَتَرْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً إِلاَّ أَعَنْتَنا عَلَى قَضَائِهَا وَيَسَّرْتَهَا لَنا، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. أيها المؤمنون! شهر رمضان شهر القرآن، شهر نزوله ، وشهر مدارسته، وشهر الدعوة إلى تطبيقه، ووقفنا بكم البارحة مع قوله تعالى:} وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً{ فتعالوا بنا الليلة نقف بكم مع آية أخرى من آياته الكريمات، وسنحاول أن نصل بهذه الآية إلى قلوبنا حتى تطمئن وتزداد إيمانا هذه الآية هي قوله تعالى: }إن اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً{والفائدة التي سنجنيها من هذه الآية هي: أن نُصلح ما بداخلنا، وأن يكون سرنا مثل علانيتنا، لأن الله يراقبنا في كل خطوة من خطوات حياتنا}وهو معكم أينما كنتم{ ما معنى قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ؟ لن أشرحه بكلام نظري ولكن سأشرحه بمثال بسيط وقصتين. فأما المثال: لو أن رجلا عنده عمل في بيته فجاء بعمال يعملون وتركهم، فانقسم العمال إلى ثلاثة أقسام: منهم من ذهب ونام، لأن صاحب الشغل ليس موجوداً، ومنهم من يشتغل قليلاً وينام قليلاً، ومنهم من يعمل بجد ليحلل أجره، ثم في النهاية فوجئوا بأن صاحب البيت كان مختبئاً في غرفة في الداخل ينظر إليهم، فكيف سيكون حال الذي لم يشتغل؟ ولله المثل الأعلى، فربنا أنزلنا إلى الأرض ليبلونا أينا أحسن عملا، وأخبرنا أنه مطلع علينا ورقيب علينا في كل اوقاتنا. وأما القصة الأولى: فقد حدثت مع سيدنا عمر بن الخطاب كان يمشي في طريقه الى مكة فوجد راعي غنم، فأراد سيدنا عمر أن يختبره، ويختبر أحوال أمته من خلال هذا الراعي، فيقول له: يا غلام بع لي شاة، فيقول الغلام: إنها ليست لي، إنها ملك لسيدي، فقال له سيدنا عمر y: إذن بِعني إياها وقل لسيدك أكلها الذئب. فنظر إليه الغلام راعي الغنم وقال له:سبحان الله! إن كذبت عليه فأين الله؟!! فبكى عمر وقال إي والله فأين الله؟!!وأما القصة الثانية: ذكر الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين، أن أحد العلماء أراد أن يختبر تلاميذه في مراقبة الله -عز وجل- فقال لهم: ليذبح كل منكم دجاجة، في مكان لا يراه فيه أحد، فذهب كل تلميذ إلى مكان غاب فيه عن أعين الناس حتى ذبح دجاجته وعاد بها إلى أستاذه، إلا تلميذاً واحداً جاء بالدجاجة حية، فقال له: لِمَ لَمْ تذبح الدجاجة؟.. فقال: إنك طلبت منا ألا يرانا أحد عند ذبح الدجاجة، وإني أينما اتجهت وجدت أن الله يراني! الله أكبر.. فعانقه هذا العالم وقال له: أنت ابني.فهل عرفتم الآن معنى إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ؟ رقيب مطلع على أنفاس عباده }يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ{ رقيب مطلع عل سرك وعلانيتك: }وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ{ رقيب يقول لك:}وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى{ نحن مكشوفون أمام الله، فأنت تستطيع أن تخفي ألف سر عن زوجتك، أو ألف سر عن الناس ، أن تبتسم في وجه فلان وأنت تكرهه، ولكن الله مطلع عليك، والسر والجهر عنده سواء!! سبحانه وتعالى جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم فقال له: إن نفسي تدفعني إلى المعاصي فعظني موعظة .فقال له إبراهيم: إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه، ولا بأس عليك، ولكن بخمسة شروط.فقال الرجل: هاتها قال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه! فقال الرجل: كيف أختفي عنه؟وهو لا تخفى عليه خافية! فقال إبراهيم: أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك؟ فسكت الرجل ثم قال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله، فلا تعصه فوق أرضه. فقال الرجل: وأين أذهب؟ وكل ما في الكون له. فقال إبراهيم: أما تستحي أن تعصي الله وتسكن فوق أرضه؟ ثم قال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله، فلا تأكل من رزقه. فقال الرجل: وكيف أعيش؟ وكل النعم من عنده. فقال إبراهيم: أما تستحي أن تعصي الله؟وهو يطعمك ويسقيك. ثم قال إبراهيم: إذا عصيت الله ثم جاءتك الملائكة لتسوقك إلى النار فلا تذهب معهم. فقال الرجل: سبحان الله وهل لي قوة عليهم؟ ثم قال إبراهيم: إذا وقفت بين يديه يوم القيامة وقال لك: عبدي لم عصيتني؟ فقل: أنا لم أعصك يا رب! قال له: أكون كذاباً في الدنيا وأكذب على الله في الآخرة؟! أشهد الله أني قد تبت إليه توبة خالصة نصوحاً. أيها المؤمنون! نحن في موضوع تفسير .. والهدف من درسنا أن يكون داخلك مثل ظاهرك، وسرك مثل علانيتك، يقول النَّبِيّrلَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَاسيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما أراد أن يولي عمر بن الخطاب، فقال له الناس: أتوليه علينا وهو شديد؟ فقال: ذلك رجل أعلم أن سره أفضل من علانيته! لو استطعنا تنفيذ معنى هذه الآية لا بد أن تتغير أحوالنا ومجتمعنا، ولو استطعنا تنفيذها حتما سنخرج من رمضان على مقام جديد من مقامات العبودية وهو مقام الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. اللهم ارزقنا مراقبتك في السر والعن والغيب والشهادة نسأل الله جل وعلا أن يوفق التلاميذ والتلميذات المستدركين في امتحانات الباكالوريا هذه الأيام.
صفحة محمد زراك على الفيس https://www.facebook.com/profile.php?id=100003399131647 | |
|