.
موضوع الخطبة: كيف تحمي نفسك من الزنا؟ 04 /04/ 2012محمد زراك إمام وخطيب المسجد الكبير بأولاد برحيل تارودانت المغرببسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
الحمد لله الذي خلقنا من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، نحمده سبحانه وتعالى ونشكره أن أسبغ علينا من فضله نعما وآلاء، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا بحقه وثناء، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله أفضل الناس بهاء وأعلاهم سناء، أمر بالاستحياء من الله فكان أشد الناس حشمة وحياء، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أكثر الناس صفاء ووفاء، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم بعث الخلائق حسابا وجزاء.
أما بعد، أما بعد، فيا أيها الاخوة المؤمنون!
أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته.
دعونا نبدأ هذا الموضوع برجل جاني هذا الأسبوع يسأل، وقد تكرر نفس السؤال من شاب آخر قبل سنتين، يقول في سؤاله:
إنه لا يستطيع أن يترك الزنا، يضطر إلى الزنا تحت ضغط المغريات المحيطة بنا من جميع الاتجهات، من داخل البيوت بوسائل الإعلام، ومن الشوارع والأماكن العمومية بالكاسيات العاريات. ثم يقول بأنه يضطر إلى الزنا كلما وجد الفرصة مواتية! فيندم بعد ذلك كثيرا، ثم يسأل حائرا: ما ذا سيفعل؟ وما هو الحل؟
أيها الاخوة المؤمنون! لقد اخترت أن أجيب عن هذا السؤال بقدر ما يسمح به الحياء والمقام، لأن الكثير من الناس قد مرض فعلا بهذا المرض، حيث نرى أثره في شوارعنا واضحة، هذا الرجل الذي يسأل: ما ذا سيفعل؟ الأولى به أن يسأل: ما ذا يجب أن يفعل به؟ لو كانت شريعة الله مطبقة، لو كان دستور الإسلام هو السائد، إنه يجب أن يجلد مائة جلدة، في مكان عام تحضره الجماهير، لقوله تعالى: (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين). حتى يكون عبرة للجميع، وبهذا يضرب على أيدي من تسول له نفسه أن يتجرأ على المحرمات ويعتدي على الأعراض.
أما مادامت شريعة الله غائبة، فليس له إلا أن يتوب التوبة النصوح والرسولr يقول: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" ويقولr: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"
أيها الاخوة المؤمنون! كيف يحمي المؤمن فرجه من هذا الفساد العارم، وفي هذا البحر المحيط من المغريات؟ فهل من دواء عاجل يعالج به المؤمن داء نفسه الأمارة قبل أن يستفحل أمرها؟ الحل والعلاج والدواء لا يوجد في العالم إلا في صيدلية واحدة ووحيدة، صيدلية تقدم لنا وصفة وقائية، ذات مفعول مؤثر، مستخلصة من أزهار الأخلاق والفضائل، حضرها لنا طبيب الأمة الذي ]ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى[
فإذا أرادت أيها الأخ المسلم أن تحفظ فرجك فعليك بهذه الوصفة النبوية الربانية، التي تشتمل على الأمور التالية:
الأمر الأول: عدم الخلوة بالأجنبية والمراد بها كل امرأة ليست لك من المحارم، فلا تسمح لنفسك بالخلوة بها في عملك أو بيتك أو سيارتك، سواء أكانت خادمة في بيتك، أو موظفة معك أو عندك في عملك، أو كنت عاملا عندها، سائقا أو موظفا أو غير ذلك، لأن مجرد خلوتك بها وحدكما في مكان مغلق، به يكون الشيطان ثالثكما وأنت تعلم أن الشيطان إذا حضر في مجلس يتولى تقريب الشهوات منكما فلن تشعر إلا وأنتما في أحضان الجريمة. والرسولr يقول فيما روى الترمذي وصححه: "أَلاَ لاَ يَخْلُوَنّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشّيْطَانُ".
الأمر الثاني: إذا حفظت أيها الأخ المسلم بصرك وأفلتت منه يوما نظرة، فرأى من امرأة ما يعجبك فعليك أن ترجع إلى قضاء حاجتك من زوجتك، كما يأمرك بذلك رسول اللهr إذ يقول فيما روى الإمام مسلم: "إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه" فليس معنى هذا الحديث أن المرأة شيطان! معاذ الله أن تكون أم يقول عنها النبيr : "الجنة تحت أقدام الأمهات" شيطانا ولكن معنى الحديث أن إبليس لعنه الله يزين المرأة في قلب الرجل حتى يراها أجمل من زوجته. هذا إذا لم تكن متبرجة. أما إذا تبرجت وأبدت مفاتنها وتزينت وخرجت، فإنها الشيطان نفسه.
فإذا لم يكن أيها الأخ المسلم متزوجا فعليك بالعفة والصوم فإنه له وجاء كما قالr
الأمر الثالث: فإذا أردت أيها الأخ المسلم أ ن تحفظ فرجك فعليك أن تضع زوجتك أو أمك أو بنتك مكان المرأة التي تريد أن تزني بها، ثم تصور حالك وعرضك وشرفك وأنت تفاجأ بهذه الجريمة يمارسها شخص آخر في إحداهن! روى الإمام أحمد والطبراني بسند رجاله رجال الصحيح "أن غلاما شابا أتى النبيr فقال: أتأذن لي في الزنا؟ فصاح الناس به ليطردوه. فمنعهم الرسولr من ذلك، ثم قربه من نفسه، فقال لهr : أتحبه لأمك؟ ؟ ثم ذكر الأخت والعمة والخالة. والشاب يقول في كل واحدة: لا والله. جعلني الله فداك". فأقبل رسول الله فوضع يده على صدر الفتى وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه.قال أبو هريرة: ببركة دعوته ودعائه شُفي ذلك الفتى فلم تعد نفسه تهفو إلى الحرام بعد ذلك أبدًا.
الأمر الرابع: إذا أردت أيها الأخ المسلم أن تحفظ فرجك فعليك أن تعلم أن الزنا دين لا بد أن يرده صاحبه إما بزوجته وإما ببنته. لأن الرسولr يقول فيما روى البيهقي: "البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، اعمل ما شئت كما تدين تدان" ويقولr فيما روى الطبراني: "عفوا تعف نسائكم". ورحم الله العلامة المقري إذ يقول:
عفوا تعف نساءكم في المحرم وتجـنـبوا مالا يليق بمسلم
يا هاتكا حرم الرجال وتابعا طرق الفساد تعيش غير مكرم
من يزن في قوم بألفي درهم في أهله يزني بربع الدرهم
إن الزنا دين إذا أقرضته كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
ايها المؤمنون
يقول الرسولr فيما روى الترمذي وصححه: "أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان: الفم والفرج" والعكس صحيح: فأن حفظ الفرج هو مفتاح الجنة يقول الرسولr فيما روى البخاري ومسلم: "من يضمن ما بين لحيه وما بين رجليه أضمن له الجنة".
ألا فاتق الله أيها الأخ المسلم وحافظ على هذه الوصفة النبوية تحفظ نفسك من أمراض الدنيا وعقاب الآخرة. أسأل الله جل وعلا أن يسترنا وإياكم في الدنيا والآخرة، ... اللهم استرنا واحفط شبابنا وشاباتنا، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، اللهم اهدنا واهد بنا يارب العالمينصفحة الشيخ على الفيس https://www.facebook.com/profile.php?id=100003399131647