يأتي رمضان هذا العام في ظروف صعبة يعانى منها المسلمون في مشارق الأرض
ومغاربها ، فالبقع الساخنة للحروب والصراعات على امتداد كوكب الأرض تكاد تشمل دائماً
مجتمعات المسلمين سواء في الدول العربية أو الإسلامية ،
أو بالنسبة للأقليات المسلمة التي تعيش في بلاد الغرب
حيث فرض الواقع الجديد للعالم أن يكون المسلمون في موضع
المتهم بالتخلف والإرهاب ، وأن يتعرضوا لألوان العداء
وهم في أشد حالاتهم ضعفاً منذ قرون طويلة رغم أنهم
يتفوقون علي غيرهم في العدد والموارد .. لكن السبب في ما
آل إليه حالهم أنهم غفلوا عن تعاليم الإسلام ، ولم
يعودوا كما كانوا من قبل أمة متماسكة علي قلب رجل واحد .
وشهر رمضان قد يكون مناسبة جيدة ليعود فيها المسلمون
إلى أنفسهم ويتدبروا أمورهم ويدرسوا ما وصل إليه حالهم
من ضعف وهوان حتى أصبحوا هدفاً للأعداء ، وفي رمضان
علينا كمسلمين فرادي وجماعات أن نعود إلي ينابيع الدين
الإسلامي ، ونستلهم من تعاليمه القيم التي غفلنا عنها مثل الصبر والتمسك بحبل
الله والتعاون ليتم تبديل هذا النموذج الراهن للمسلم بنموذج المؤمن القوي
الذي ورد في الحديث الشريف ، والذي هو أفضل وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف